أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، نقلا عن دبلوماسيين غربيين، بأنّ المسؤولين الأوروبيين يستعدون للقيام بخطوة جديدة لإنقاذ الاتفاق النووي مع إيران.
وأشار الدبلوماسيون الغربيون للصحيفة، إلى أن "المسؤولين الأوروبيين عرضوا إرسال كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي، إنريكي مورا، إلى طهران، في محاولة لكسر الجمود في المحادثات"، لافتين إلى أن "إنريكي مورا، منسق الاتحاد الأوروبي للمفاوضات، أبلغ نظراءه الإيرانيين بأنه مستعد للعودة إلى طهران لفتح طريق للخروج من المأزق. وأن إيران لم تستجب حتى الآن بدعوة".
وتهدف المفاوضات، التي بدأت في فيينا في نيسان 2021، إلى الاتفاق على خطوات يجب أن تتخذها الولايات المتحدة وإيران للعودة إلى الامتثال للاتفاق النووي لعام 2015 الموقع في عهد الرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما، في حين سحب الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، الولايات المتحدة من الاتفاق، بحجة أنه "لن يمنع إيران من تطوير أسلحة نووية"، وأعاد فرض عقوبات شاملة على إيران في عام 2018.
وكانت المحادثات في فيينا، التي تضم أيضا بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين، متوقفة لفترة طويلة منذ 11 آذار، وفي تلك المرحلة، ذكر مسؤولون غربيون وإيرانيون إن "نص الاتفاق النووي مكتمل تقريبا".
ومع ذلك، واجهت الصفقة مشاكل في الأسابيع الأخيرة بسبب "المطالب الإيرانية بأن ترفع الولايات المتحدة تصنيفها لنخبة الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية"، بينما هناك معارضة من الحزبين، الجمهوري والديمقراطي، في واشنطن وغضب بين حلفاء الولايات المتحدة التقليديين في الشرق الأوسط من احتمال إزالة التصنيف، وفق "وول ستريت جورنال".
وأوضحت الصحيفة أنه "مع رفض إيران الدخول في مفاوضات مباشرة مع واشنطن حتى رفع العقوبات، يحاول المسؤولون الأوروبيون إبقاء المحادثات حية، حتى مع تحويل العواصم الغربية تركيزها إلى الصراع في أوكرانيا"، لافتة إلى أن "المسؤولين الأمريكيين قالوا إن الرئيس الأميركي، جو بايدن، لن يخفف أو يلغي الشروط لرفع التصنيف الإرهابي".
وأفاد الدبلوماسيون الغربيون للصحيفة بأنهم "يريدون إلقاء العبء على إيران مرة أخرى"، موضحين أن "المحادثات يمكن أن تنتهي ما لم تقدم إيران طريقة للخروج من الأزمة".
وأضاف الدبلوماسيون أنه "إذا عادت إيران بطلب تنازل أميركي في قضية أخرى، فإن واشنطن ستنظر في ذلك، وأنه لا يمكن أن تكون هناك إعادة تفاوض واسعة النطاق بشأن الصفقة"، بحسب "وول ستريت جورنال".
ومع تضاعف واشنطن وطهران لمطالبهما بشأن الحرس الثوري الإيراني، لفت مسؤول أميركي سابق عمل في القضية النووية الإيرانية، إلى أنّ "الجمود الحالي قد يستمر لأشهر"، معتبرًا أنه "من الممكن بالتأكيد الوصول إلى طريق مسدود طويل الأمد..لا يريد أي من الجانبين إعلان موت المحادثات".