وصل بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس البطريرك يوحنا العاشر، بدعوة من راعي أبرشية حماة وتوابعها المطران نيقولاوس (بعلبكي)، إلى المدينة التي استقبلته شعبيا ورسميا في ساحة البلدة، على وقع عزف الكشافة والصلوات وحملة الأعلام الكنسية وسعف النخيل وأغصان الزيتون هاتفين "المسيح قام".
وبعد صلاة الشكر، أشار نيقولاوس، في كلمة، الى أن "العالم المجتهد الذي تحد الطبيعة وترك فيها آثارا وبصمات، اهلا بكم في حماة وهي تفرح بوجودكم، فكنيستنا حية متلألئة بالقداسة، خرجت بطاركة وتزينت بمطارنة جهدوا وعملوا في الحقل الإنساني الاجتماعي والوطني. زيارتكم تأتي بعد معاناة وآلام، ووباء جعل العالم يعيش بعزلة كبيرة، كل ذلك يؤكد أن الإيمان أقوى من الصعوبات وأننا كنا وسنبقى واقفين مع أبناء هذا الوطن الغالي في صف واحد نحمل رسالة سلام محبة وإخاء، مقدما لغبطته عصا رعائية بإسم رعية مدينة حماة".
وبدوره، لفت البطريرك يوحنا العاشر الى أنه "من ياسمين دمشق أحمل لكم سلام المحبة والأحبة، سلامي فيها لكل نفس تغرف مع نواعيرها، نحن أيها الاحباء كمسيحيين هنا جزء من كينونة هذا الشرق ونحن على أتم الثقة وأعظم يقين أن وجه المسيح لن يغيب عن شرقه الذي تجسد فيها. أتيت في العام 2015 لنقول آنذاك أننا توأم هذه الأرض، يومها كانت أفواهكم ترتل بحسب الطقس الليتورجي "إفرحي يا بيت عنيا"، وكانت القذائف تنهمر، اما اليوم فإنني أوافيكم وأنتم ترددون المسيح قام ونحن نصفق. اخترت أن أوافيكم في هذا الموسم القيامي ونحن قائمون مع رب القيامة، وإنني اذكر هذه الأبرشية العريقة في تاريخها المشرقي من بطاركة ومطارنة مرورا إليكم يا صاحب السيادة نيقولاوس ألا قواكم الله في هذه الأبرشية المباركة وزادكم من حكمته في سبيل ان تقودوا أبناء الأبرشية إلى بر الأمان".
وأضاف أن "صلاتنا من أجل سوريا ووحدة ترابها واستقرارها وهي التي تنفض عن كاهلها غبار الهجرة والتهجير، صلاتنا من أجل المخطوفين ومنهم اخوانا مطرانا حلب يوحنا ابراهيم وبولس يازجي. كما نعايد إخوتنا المسلمين حيث نتقاسم وإياهم السراء والضراء على هذه الأرض، أحييكم وأحيي فيكم الأصالة الإيمانية وعبق المسيحية الأصيلة".
بعد ذلك، قدم البطريرك بدلة خدمة كهنوتية لنيقولاوس عربون محبة وتقدير. وصافح المؤمنين الذين توافدوا للقائه في صالة الكنيسة.