عندما اطلق فؤاد مخزومي مؤسسته الاجتماعية عام 1997، كان الهدف هو المساعدة على تمكين المجتمع المحلي في لبنان لتحقيق الاستقلالية والاكتفاء الذاتي وعن طريق تحسين الآفاق، من أجل ان يكون المجتمع افضل.
حققت المؤسسة نجاحات في مختلف الاصعدة، وصمدت في خدمة المجتمع اللبناني، رغم مشاكسة عملها من قبل قوى المنظومة السياسية. لم يسترح مخزومي، بل وسّع نشاطاته وأنشأ حزب الحوار عام 2004، وفق ذات المفهوم الوطني والانساني، وبقي منحازاً الى بيروتيته.
سجّل مخزومي نجاحات عالمية في الرؤى الاقتصادية والاصلاحية، وحاز على اساسها جوائز واوسمة من عواصم غربية وعربية، وهو يحاول حالياً ان يضع خبراته في خدمة بلده. فهل يقدر؟
إنتخب مخزومي نائباً عن بيروت عام 2018، في زمن كانت فيه الانتكاسات اللبنانية السياسية والاقتصادية تتوالى، لكنه حاول فرض رؤيته الاصلاحية في برنامج تحدث عنه مراراً، وحاول تنفيذه في مجلس النواب، لكنه كان يواجه المنظومة السياسية التي تضع مصالحها اولوية في اي اتجاه. لذلك، صار مخزومي رمزاً لمعارضة المنظومة، منطلقاً من مصلحة العاصمة التي يعتبر معافاتها بداية الطريق الصحيح في لبنان.
واذا كانت الانتخابات تحل بعد ايام، في ظل محاولة سياسيين من خارج بيروت، كرئيس الحكومة الاسبق فؤاد السنيورة، فرض نواب العاصمة، فإن مخزومي يتصدّر في ترجمة شعار: قرار بيروت في بيروت، وعند اهلها.
ومن هنا، سيكون "البيارتة" امام حقيقة: هل نختار القرار البيروتي؟ ام ننتخب استمرارية نهج المنظومة السياسية؟
ان المفاضلة قائمة في دائرة بيروت الثانية، قبل التوجه في الخامس عشر من ايار لإختيار مصلحة اهالي بيروت، بناء على التجربة طيلة سنوات مضت، بعدما ثبّتت المعطيات ان مقاطعة الانتخابات ستضّر بالبلد.