بعد الكثير من الجدل والاخذ والرد وتبادل الإتهامات، تنطلق اليوم المرحلة الاولى من انتخابات المغتربين في دول عربيّة تعتمد نهار الجمعة عطلة رسمية، بحيث ستجري الانتخابات في: السعودية، قطر، الكويت، مصر، البحري، الأردن، سلطنة عمان، العراق، إيران، وسوريا، أي بكل الدول العربية ما عدا الإمارات، التي باتت تعتمد نهار الأحد عطلة رسمية.
تعوّل قوى سياسية كثيرة على انتخابات المغتربين، خاصة بعد أن بلغ عدد المسجلين في الخارج 225.114 ناخباً، ربعهم تقريباً في آسيا والدول العربية، بينما لم يكن العدد في الانتخابات الماضية يتخطى الـ92 ألف ناخب. وليست القوى السّياسية الوحيدة التي تراهن على هذه الأصوات، فالقوى التي تدّعي ولادتها من رحم حراك 17 تشرين الأول من العام 2019 تعوّل عليها بشكل كبير، ولا شكّ أن هذه الأخيرة ستحصل على النسبة الأكبر من التصويت في البلدان العربية.
بحسب "الدولية للمعلومات"، فإن عدد الذين سجلوا للاقتراع في الدولة العربيّة وآسيا هو 56,939 ناخباً، وجاءت النسبة الأعلى للطائفة السنّية (36.09%) يليها الطائفة المارونيّة (23.54%) ثم الطائفة الدرزيّة (13.46%) وتقاربت نسبياً الطائفة الأرثوذكسية (9.39%) والطائفة الشيعيّة 9.36 بالمئة.
أما الذين ينتخبون اليوم، فهم تقريباً نصف هذا العدد حيث أنّ الإمارات سجّلت لوحدها ما يزيد عن 26 ألف ناخب، وهؤلاء سيمارسون حقهم الأحد، ومن الذين سينتخبون هناك 13095 في المملكة العربية السعوديّة وحدها، وبحسب المتابعين فإنّ المقترعين في هذه الدولة سيصبّون أصواتهم للقوى التغييريّة أو فؤاد السنيورة لعدة أسباب، أبرزها غياب تيار "المستقبل" عن المنافسة، وثانياً بسبب وجودهم في المملكة التي تدعم السنيورة و"القوات" وبعض قوى التغيير.
بعد السعودية تأتي قطر بـ7339 منتخباً، ستذهب أغلب أصواتهم الى نفس الفريق السياسي، ومثلها في الكويت التي تضم 5752 ناخباً. وربما قد تكون سوريا التي تضم 1010، وإيران 640، والعراق 327 هي الدول الوحيدة التي قد يتجرّأ ناخبوها على التصويت لفريق 8 آذار، واذا ما احتسبنا الأعداد فإنها لا تصل الى ثلث العدد المسجل في السعوديّة.
اليوم، تبدأ المعركة الأساسيّة في دائرة بيروت الثانية، حيث تنتمي أكثرية الأصوات المسجلة إلى هذه الدائرة، إنّما انتخابات الخارج بأكملها ستكون عرضة للتشكيك، من قبل الجميع، فبعد الاعتراضات الكثيرة التي سجّلها فريق "القوات اللبنانيّة" بخصوص توزيع الناخبين، سيكون لأحزاب أخرى رأيها في الانتخابات، خاصة ان بعضها سيكون ممنوعاً ومحروماً من التواجد بشكل علني في عدد من الدول، ولن يتمكن من التمثّل بمندوبين في الدول، وهذا ما يجري مع لوائح "حزب الله" و"حركة أمل"، حيث لن يكون لها أيّ تواجد في أغلب الدول العربيّة.
أما بخصوص الفرز، فلن تظهر أيّ نتائج تتعلق بانتخابات الخارج، فبحسب القانون من الضروري الإشارة إلى أنّ عملية فرز أصوات المغتربين لا تحصل في مراكز الإقتراع، وما على رؤساء الأقلام سوى إحصاء المغلّفات والتأكد من مطابقة عددها مع عدد المقترعين، ومن ثم تُنقل الصناديق إلى مصرف لبنان عبر شركة DHL تحت إشراف وزارة الداخليّة والبلديات، ومراقبة عبر الكاميرات على مدار الساعة، على أن يتمّ فرز الصناديق في 15 أيار الجاري.