لم يكن يعلم الوزير السابق خالد قباني أن البيارتة سيواجهون محاولات رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة لفرض نواب العاصمة، بهذه الحدّة. لكن قباني الذي يترأس لائحة "بيروت تواجه" التي يتبناها السنيورة، شعر بأن لائحته تتجه نحو خسارة انتخابية، "بسبب أبوة السنيورة" لهذه اللائحة.
يعرف اللبنانيون عن قباني حكمته، وروّيته في معالجة الأزمات، وخلال مواجهة المشاكل التي تعترضه، منذ كان قاضياً، وصار وزيراً لثلاث مرات: وزارة دولة، العدل، التربية والتعليم العالي. غير انهم شاهدوا قباني يستشيط غضباً في مخاطبته مجموعة من اهالي بيروت، وتركيزه على قول: "مش شاطرين الا على بعضنا؟ لايمتى بدنا نضل نقاتل بعض؟ منشان كرسي.. منشان منصب... وكرمال مين؟ يروحو ياخدو المنصب(…).
اظهرت تصرفات خالد قباني انه فقد اعصابه. لماذا؟
لم تستطع لائحة "بيروت تواجه" جذب الناخبين اليها، خصوصاً في ظل انقسامات عميقة في صفوف الذين كانوا يدورون في فلك تيار "المستقبل"، وهم كانوا موضع أمل السنيورة بالوصول الى ارقام انتخابية تتيح له فرض مقاعد نيابية في دائرة بيروت الثانية. لكن لائحة "بيروت تواجه" تُصاب بالإحباط الذي عبّر عنه قباني علناً، ويعبّر عنه اعضاء اللائحة كل يوم ضمناً. والسبب الرئيسي الذي يردّده "البيارتة": لا نريد ان يتحكم السنيورة بقرار بيروت.