احاطت انتخابات المغتربين بروباغندا اعلامية بكل اتجاه، ضيّعت الناخبين المقيمين. فهل ترك مشهد الاغتراب اثراً على الناخبين المقيمين؟
اذا كان مشهد الامارات العربية المتحدة عربياً، والمانيا غربيّاً سرق الأضواء، فإنّه يمكن التدقيق بما هو ابعد من الاستعراضات الانتخابية.
تعود نسبة ارتفاع المشاركة الانتخابية للمغتربين اللبنانيين في الامارات العربية الى عاملين:
اولاً، حرية خيار الناخب اللبناني نفسياً، من دون وجود ضغوط معنوية وشائعات، بسبب التوجهات السياسية.
ثانياً، اندفاعة المغتربين نحو اختيار مرشحي "قوى التغيير".
واذا كان الاستعراض الذي مارسته ماكينة حركة أمل في المانيا، شد انظار الناخبين اللبنانيين اليها، بإعتبارها "قلعة حركية"، فإن نسبة المشاركة فيها أتت جيدة 53٪، لكنها لم تحمل مفاجآت ولم تُشر الى متغيرات، كأن تتخطى نسبة 70% مثلاً.
ومن خلال التدقيق بنسب مشاركة المغتربين في الدول الأخرى، يمكن ملاحظة ان الانتخاب في اوستراليا وصل الى مستوى 55%، في وقت كانت توحي فيه جهوزية حزب القوات ان مغتربي اوستراليا سيشاركون بنسبة لن تنخفض عن 75%.
وكانت بعض وسائل الاعلام تشير الى تفوّق القوات في اوستراليا، علماً ان احزاب اخرى كانت موجودة بثقل انتخابي، وخصوصاً تياري "المردة" و"الوطني الحر" والحزب السوري القومي الاجتماعي.
اما القارة الافريقية فعكست المشهد اللبناني، حيث بلغت نسبة المشاركة فيها حوالي 50%، بينما كان يعاني "الثنائي الشيعي" من عدم وجود حماسة انتخابية بسبب غياب التجاوب مع تمنيات الثنائي المذكور، نتيجة خسارات اللبنانيين المغتربين هناك لأموالهم في المصارف اللبنانية، لكن "أمل" نجحت في رفع نسبة المشاركة الى هذا الحد، فذهبت معظمها الى لوائح "الأمل والوفاء" مع وجود وازن للوائح "قوى التغيير".
بالاجمال يمكن من خلال الرصد والقراءة، تسجيل ملاحظات عدّة:
- تعادل الاحزاب التقليدية في عملية جذب الناخبين المغتربين:
تفوقت القوات نسبياً في اوستراليا، لكن قوى التغيير والاحزاب الاخرى نافستها في "قلعتها" الاغترابية.
تفوقت حركة امل في المانيا، لكن قوى التغيير نافست لوائح "الأمل والوفاء".
- تقدمت لوائح "قوى التغيير" في دول الخليج العربي، بشكل واضح، مع ميل الناخبين المسيحيين في السعودية نحو لوائح القوات، وتعادل القوى السياسية بما حصلت عليه في قطر والكويت والامارات.
- تقدم قوى "8 آذار" في سوريا التي بلغت فيها نسبة الاقتراع 84%، وايران.
- تعادل في فرنسا بين القوى السياسية، بينما تقدمت "قوى التغيير" على باقي اللوائح.