منذ أشهر، بدأ الحديث عن محاصرة تتعرّض لها دار المختارة وما ترمز إليه تاريخياً وفي الحاضر، محاصرة متعمّدة لرئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" النائب السابق وليد جنبلاط، بحسب مواقف نارية ومتتالية أطلقها ونوابه ووزرائه الحاليين والسابقين وقياديي حزبه تجاه سوريا تارة، وتجاه "حزب الله" وحلفائه في لبنان تارة أخرى.
في قراءة سريعة للواقع الإنتخابي على الساحة الدرزية، وعن جدّية هذا الأمر، أكدت مصادر مطلعة على الملف الدرزي أنّ كلّ ما قيل وأطلق من مواقف إنمّا تبقى منضوية تحت خانة شدّ العصب الإنتخابي المعتاد في أسلوب الإشتراكي "وعدّة الشغل"، وتأتي بعد معطيات واضحة بتراجع عزيمة عدد من مؤيدي ومناصري "الإشتراكي" ونيتهم بعدم التصويت له، خصوصاً بعد تأثير موجة المجتمع المدني وقوى التغيير عليهم، وذلك مع بداية ثورة ١٧ تشرين ولليوم.
واعتبرت المصادر أنّه إذا فصّلنا بالأرقام والمقاعد الواقع الانتخابي في الجبل، يتضّح للجميع أنّ خسارة "الإشتراكي" محصورة بمقعد أو اثنين بسبب تبدلات داخلية لديه وتراجع في نسبة المؤيدين له، وهذا أمر لا علاقة لدول العالم والمحاور فيه لا من قريب ولا من بعيد، كما يحاولون إظهاره، إذ لو أراد فعلاً "حزب الله" محاصرته، لدعم رئيس "الحزب الديمقراطي اللبناني" طلال أرسلان في دائرتي بيروت وبعبدا ومكّنه من اكتساب المقعدين الدرزيين، حيث تصبح المقاعد الدرزية مناصفة بين أرسلان وجنبلاط إذا احتسبنا المقعدين الدرزييين في عاليه وحاصبيا.
وأشارت إلى أنّ الأجواء والمعطيات في دائرة جبل لبنان الرابعة (الشوف – عاليه)، تُظهر حصاراً فعلياً ومنظّماً لأرسلان، الذي يخوض معركة كبيرة بوجه "الإشتراكي" أولاً، الذي يسوّق من خلال ماكينته الإنتخابية بشكل مكثّف ومبطّن لإمكانية خرق المرشح على لائحة "توحدنا للتغيير" مارك ضو، ويشجّع بشتّى الأساليب حزبييه ومناصريه المستائين من الحزب والرافضين للتصويت للائحته ولحزب "القوات اللبنانية" "الشراكة والإرادة"، بأن يصوتوا إلى المرشح ضو، تماماً كما فعل النائب القواتي جورج عدوان، خلال إطلالته التلفزيونية الأخيرة، علماً أنّ امكانية خرق ضو، المدعوم من حزب "الكتائب" و"الأحرار" و"القوات" و"الاشتراكي" و"الشيوعي" ضئيلة جداً، إذ وبحسب جميع الخبراء الإنتخابيين فإمكانية الخرق لأي لائحة في هذه الدائرة تكون في قضاء الشوف، إلاّ أنّ الدعم الكبير مادياً ومعنوياً لضو يؤكد نيّة كثيرين بحصار أرسلان ومحاولة إسقاطه بحجّة التغيير والتلطّي خلف مرشحين.