أكدت "الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات" ( لادي)، أنها "راقبت المرحلة الثانية من الانتخابات النيابية التي جرت يوم الأحد 8 أيار 2022، من خلال عملية اقتراع غير المقيمين في عدد من الدول العربية والأجنبية"، لافتاً إلى أن "مراقبين للجمعية انتشروا في عدد من مراكز الاقتراع في كل من: الإمارات، المغرب، السويد، إيطاليا، فرنسا، بريطانيا، الدنمارك، ألمانيا، بلجيكا، سويسرا، روسيا، تركيا، قبرص، رومانيا، هنغاريا، بولندا، هولندا، المكسيك، الولايات المتحدة الأميركية، كندا، غانا، السنغال، الغابون، ساحل العاج، الكونغو، وأستراليا".
وأشارت في بيان، إلى أنه "تابع مراقبون من لادي أيضاً العملية الانتخابية داخل غرفة العمليات في وزارة الخارجية، حيث واكبوا كل تفاصيل اليوم الانتخابي منذ فتح صناديق الاقتراع في أستراليا وحتى إقفال آخر صندوق اقتراع في كاليفورنيا وفانكوفر".
وأردفت: "في هذا السياق، نوهت الجمعية مجددا بتعاون فريق وزارة الخارجية والمغتربين مع فريق عمل لادي، وتعميمها على مراكز وأقلام الاقتراع في مراكز البعثات والسفارات في الخارج تسهيل عمل مراقبيها".
وأوضحت لادي، أنه "على امتداد يومي الاقتراع، وثق مراقبو الجمعية بعض المخالفات الانتخابية التي نوردها في سياق هذا التقرير، وقد تفاوتت بين دعاية انتخابية في محيـط العديد من مراكـز الاقتـراع، ما يشكل خرقا للصمت الانتخابي، وصولا إلى توجيه الناخبين من قبل بعض المندوبين والضغط عليهم".
وتابعت: "كما لوحظ وجود العديد من العوازل في الأقلام التي لا تضمن سرية الاقتراع، كما سجلت حالات مرافقة لبعض الناخبين خلف المعزل، ومن ضمن المشاهدات العامة، لوحظ أيضا حصول أخطاء في لوائح الشطب، حيث اشتكى العديد من الناخبين للجمعية من أن ّ أسماءهم إما لم ترد في اللوائح رغـم تسجيلهم ضمن المهلة المحددة، وإما تضمنت بعض المعلومات المغلوطة (في الجنس أو المذهب، إلخ). كما ورد إلى الجمعية حالات لناخبين أتت مراكز اقتراعهم بعيدة عن أماكن سكنهم".
وعلى صعيد التحضريات والتجهيزات اللوجستية، ذكرت الجميعة أن "أقلام الاقتراع افتتحت في الوقت المحـدد من دون تأخير يُذكر، إلا أن الأمر لم يَخلُ مــن بعــض المشــاكل اللوجسـتية، فقـد سـجل مراقبـو الجمعيـة فـي أكثـر مـن دولـة عـدم معرفـة هيئـات القلـم بقانـون الانتخـاب، مـا يؤثـر سلبا على مسار عملية الاقتراع وتدخل العديد من المندوبين والماكينات الانتخابية في الانتخابات".
ولاحظ مراقبو لادي، أن "هيئات القلم لـم تعط في بعض الحالات قسيمة اقتـراع جديدة إلى الناخبين في حال ارتكبوا خطأ في الاقتراع، رغم أحقيتهم بذلك قانونيا، كما أن هيئات القلم في عدد من المراكز لا تعطي الناخبين قسائم الاقتراع الخاصة بدوائرهم الخاصة، الأمر الذي يؤثر على أصواتهم التفضيلية".
ولفتت إلى أنه "في المشاهدات العامة، سجلت زحمة كبيرة في مبنى القنصلية في دبي، بسبب كثرة المسجلين ووجود مركزي اقتراع فقط، ما أدى إلى شكاوى كثيرة. ومن أبرز المخالفات التي وثقهـا مراقبو الجمعية على الصعيد اللوجستي، كان وضع بعض العوازل، خصوصا في أستراليا، بشكل لا يضمن سرية الاقتراع، ويسمح للمندوبين أو هيئات القلم بالاطلاع على خيارات الناخبين".
وأضاف البيان: "ومع أن التنظيم كان جيّدا بصـورة عامة، وقد تابعت وزارة الخارجية كل الشـكاوى أولا بأول، فقد سجلت بعض المشاكل على صعيد لوائح الشطب، التي اشتكى العديد مـن الناخبين أنّها تضمنت أخطاء، ما أدى إلى حرمانهم من حقهم في التصويت".
وفيما خص الضغط على الناخبين، أشارت الجمعية، إلى أنه "مراقبو الجمعية رصـدوا العديـد مـن حالات توجيه للناخبين مـن قبـل مندوبي بعض الأحزاب، الذين تواصل العديد منهم مع الناخبين بشكل مباشر داخل مراكز الاقتراع، ودعوتهم إلى التصويت بشكل محدد". كما سجلوا " تجمع بعض المجموعات الحزبية أمام بعض مراكـز الاقتراع، وإطلاقها هتافات وشعارات مؤيدة لقوى محددة، إضافة إلى الضغط على بعض الناخبين لمنعهم من التعبير عن رأيهم.
وكشفت أنه "تكرر فـي أكثر من مكان مشـهد تصويـر بعض الناخبين أوراق الاقتراع خلف المعزل، كما سجلت حالات مرافقة ناخبين إلى خلف العازل، علما أن القانون لا يجيز ذلك إلا لذوي الاحتياجات الخاصة".
أما فيما خص المشاهدات العامة والمخالفات، أبرزت الجمعية ما وثّقه مراقبوها بالتفصيل من مشاهدات ومخالفات في مراكز الاقتراع التي حضروا فيها، حيث "سجل مراقبو الجمعية حالات لعوازل مكشوفة في بعض الأقلام، بشكل لا يضمن سرية الاقتراع، ويمكن المندوبين أو هيئات القلم من الاطلاع على خيارات الناخبين. وتــم توثيق هذه الحالة في العديد من الأقلام في أستراليا، على غرار القلم 4 في بريسبان، وتواصلت لادي مع فريق عمل وزارة الخارجية لوضع العوازل بطريقة تضمن سرية الاقتراع".
وذكرت أن "الأمر تكرر في فرنسا، حيث أفاد مراقبو لادي بأن بعض العوازل في الأقلام في باريس - فرنسـا مكشوفة ولا تضمن سرية الاقتراع وتمكن المندوبين من الاطلاع على خيارات الناخبين". وكذلك في دكار - السنغال، "نقل المراقبين أن العازل الموجود في الغرفة رقم 1 لا يضمن سرية الاقتراع، لكن بعد أن لفت مراقب لادي نظر الكاتب، استبدل العازل بآخر".
كما سجل مراقبو لادي، "العديد من حالات مرافقة الناخبين إلى خلف العازل، ما يشكل خرقا لسرية الاقتراع ومخالفة لقانون الانتخابي الذي يجيز ذلك فقط في حالة ذوي الاحتياجات الخاصة. وتـم توثيـق هذه الحالة في القلم 45 فـي سيدني – أستراليا".
وأيضاً في ليون - فرنسا، "حاول أحد الناخبين تصوير ورقة الاقتراع خلف العازل في القلم الرقم 69، ولكن رئيـس القلم رآه وأخذ منه الهاتف لحين انتهائه من الاقتراع لضمان عدم تصويره الجهة التي صوت لها"، وفي سورين - فرنسا، "حصل إشكال داخل قلم الاقتراع على خلفية تصوير ورقة الاقتراع. وفي غانا، قام أحد الناخبين بتصوير الورقة التي اقترع من خلالها لرئيـس مجلـس النواب نبيه بري ونشرها على فيسبوك".
كذلك "في مونتريال - كندا، سجلت مرافقة ناخب إلى خلف العازل، رغم عدم كونه من ذوي الاحتياجات الخاصة، في خرق لمبدأ سرية الاقتراع"، وفي هامبورغ - ألمانيا، "وثقت مرافقة ناخبين إلى خلف العازل، رغم عدم كونهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، في خرق لمبدأ سرية الاقتراع".
وحول ضغوط على الناخبين، أوضحت الجمعية، أن "المراقبين سجلوا العديد من حالات الضغط على الناخبين مـن قبل بعـض الأحزاب السياسية، وهو ما أدى إلى حدوث بعض الإشكالات في أكثر من مكان. وفي هذا السياق، لوحظ حضـور كبير للماكينة الانتخابية للائحة (لبيروت) التابعة لجمعية المشاريع الخيرية الإسلامية في تركيا، حيث أحضروا الناخبين إلى مركز الاقتراع عبر باصات صغيرة مخصصة لهذه الغاية. وفي سياق متصل، كان لافتا بقاء أحد المناصرين لجمعية المشاريع أمام قلم الاقتراع الذي ينتخب فيه حاملا لائحة المقترعين، من دون أن يكون حاصلا على ترخيص كمندوب".
واستطردت: "وفي أبو ظبي، وجه السـفير إنذاريـن إلى جميع الأقلام بسبب تواصل المندوبين مع الناخبين". أما في السنغال، "وضعت خيم تابعة لحركة أمل وحـزب اللـه أمـام مركـز الاقتـراع، كمـا رصـد تواصل مندوب للحركة مع الناخبين". وفي
مونبيلييه - فرنسا، "فقد شرح مندوبو عدد من اللوائح آلية الاقتراع للناخبين داخل القلم مرات عدة، ولكنهم توقفوا بعد توجيه ملاحظة لهم". وفي بروكسيل - بلجيكا، "وضعت خيم الأحزاب بشكل قريـب جدا من مداخل مراكز الاقتراع، وقد رافق العديـد من المندوبين الناخبين إلى مراكز الاقتراع الخاصة بهم وانتظروا عند الباب حتى ينتهوا من التصويت".
وعن حالات التلاسن والإشكالات، أشار البيان، إلى أنه "سجل مراقبو لادي العديد من الإشكالات في بعض مراكز الاقتراع خلال يوم الاقتراع، ما من شأنه أن يؤثر على سلامة العملية الانتخابية.
وتابع: "في هذا السياق، سجل في هامبورغ - ألمانيا تلاسن وتدافع بين مندوب لحركة "أمل" وناخب بسبب تعبير الأخير عن رأيه المعارض للأحزاب السياسية.
وفي بريطانيا، حصل إشكال بين أحد الناخبين ومندوب عن "التيار الوطني الحر" على خلفية حمل هذا الأخير هاتفه وتصوير الناخبين، وقد فض السفير الإشكال. كذلك، حصلت مشادة كلامية بين مقترع ومؤيد ل"التيار الوطني الحر" في فرنسا، سرعان ما انتهت".
وذكر أنه "سجل إشكال في مركز اقتـراع جنيـف (الغرفة الرقم 3) بين رئيس القلم والكاتب على خلفية استخدام إحدى الناخبات هاتفها، حيث خرجا من الغرفـة وحصل تضارب بينهما خارج الغرفة. وقد تدخلـت السـفيرة لفـض الإشـكال، وبعـد استشـارة الوزارة في بيروت، وحرصا علـى استكمال العملية تقرر اســتبدال رئيس القلم الذي تعرّض للإصابة بالكاتب، واستبدال الكاتب بمعاونته. وقد دوّن في المحضـر أن رئيس القلم شعر بغثيان، ولذلك تم استبداله".
وأردف: "وفي كاليفورنيا، منع ناخب يحمـل شـعارا سياسيا من الاقتراع بسبب رفضه طلب القنصل عدم إدخال الشعار، فحصل تلاسن بين الطرفين واستدعى القنصـل الأمــن. كمــا تعرض القنصل لقناة "mtv" التي كانت تغطي داخل المركز بتصريح من "هيئة الإشراف على الانتخابـات". لكن لاحقـا، وبعـد الاعتذار من القنصل، سمح للناخب بالاقتراع".
وفيما يتعلق بالدعاية انتخابية، لفتت إلى أن " الدعاية الانتخابية تعد من أكثر المخالفات التي تكررت في أكثر من مكان، داخل مراكز الاقتراع وفي محيطها، مع ما تنطوي عليه من خرق للصمت الانتخابي الذي يفترض أن يسري حتى إقفال صناديق الاقتراع.
وفي هذا السياق، سجل وجود دعاية انتخابية داخل مركز الاقتراع في تركيا وتجمعات داعمة للنائب فريد الخازن، بحسب مشاهدات مراقبي الجمعية".
وأوضحت أنه "في باريـس - فرنسا، أخبر السفير اللبناني في فرنسا مراقب لادي أن مناصرين لحزب القوات اللبنانية قدموا إلى مركز الاقتراع حاملين الأعلام ولكن تم إبعادهم من أمام المركز. أما في مارسيليا - فرنسا، انتشرت أمام مركز الاقتراع سيارات تحمل أعلام حزب القوات اللبنانية وصـورة لرئيس الحـزب سمير جعجع، كمـا بُثت أناشيد حزبية. وفـي ليون - فرنسا، فقد وضع حزب القوات دعاية انتخابية أمام البوابة الرئيسية لمركز الاقتراع، ولكن، بعد أن لفت مراقب لادي نظر رئيـس القلم، أزيلت الطاولة والأعلام بطلب من الأخير".
كذلك في بريطانيا، "وضعت دعاية انتخابية لحزب "القوات اللبنانية" أمام مركز الاقتراع، عبارة عن ملصقات تحمل شعار القوات وضعت على باصات صغيرة. وفي غانا، وضعت خيم تابعة لحزب "القوات" أمام مركز الاقتراع مباشرة. وفي برلين - ألمانيا، تجمعت مجموعـة مؤيدة لحركة "أمل" أمام مركز الاقتراع وأطلقت هتافات وشـعارات داعمـة لها. كما سجلت هتافات حزبية لحركة "أمل" داخل القلم الرقم 12، وخارج المركز أيضا في ساحل العاج".
وبيّنت أنه "سجل في العديد من مراكز الاقتراع، ولاسيما في الإمارات، حضور كثيف لمندوبين يرتدون سترات تحمل شعار "صـوت للتغيير"، ويتوجهون إلى الناخبين بدعوات مباشرة للتصويت لـ"التغيير"، ما يمكن اعتباره نداء انتخابيا. وقد لوحظ أن المرشحين مارك ضو، علاء الصايغ وحليمة قعقور كانوا يرتدون السترات ذاتها".
وبخصوص المشاهدات المتفرقة والفوضى وعدم الجهوزية لذوي الاحتياجات الخاصة، كشفت الجمعية أنه "ضمن المشاهدات العامة، سجلت في بعض الأقلام زحمة كبيرة للناخبين، ما أدى إلى حدوث فوضى، وسط شكاوى من التنظيـم. وقد برز هذا الأمر خصوصا في مقر القنصلية اللبنانية في دبي، حيث لوحظ إقبال كثيف، مع طوابير من الناخبين، رغم الطقس الحار"، لافتاً إلى أن " مندوبو بعض الأحزاب أدخلوا ناخبيـن من الباب الخلفي لمركز الاقتراع في دبي، من دون الالتزام بالمدخل الرئيسي. كما لفت توزيع حزب القوات اللبنانية الطعام على الناخبين عند نقطة باب الخروج من مركز الاقتراع في أبو ظبي".
وكشفت أنه "من ضمن الملاحظات العامة التي نقلها مراقبو الجمعية، عدم جهوزية مراكز الاقتراع لاستقبال الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في كل من المغرب، بريطانيا، الغابون، ساحل العاج، جمهوريـة الكونغو الديمقراطية، لندن، مارسيليا، الهايج (هولندا)، روين (فرنسا)، موسكو، هامبورغ (ألمانيا) وبوخاريست (رومانيا)".
وأضافت: "وفي ميلانو - إيطاليا، سمح رئيس القلم رقـم 4 لشخص بالاقتراع، وهو لا يحمل سوى إخراج قيد، لأن السفارة لم تسمح له بتجديده بسبب حيازته على جواز سفر قديم (الأحمر)، وقد أكدت موظفة السفارة لمراقبة لادي أنه لم يتمكن من
تجديد جواز السفر، وبعد تواصل المراقبة مع القنصل، وجه بدوره ملاحظة إلى رئيس القلم".
وأشارت إلى أنه "في برلين - ألمانيا، توقفت العملية الانتخابية لحوالي النصف سـاعة في الغرف 9 و10 و11 حيث أخذت هيئات القلم فترة راحة، مـا سبّب امتعاضا لدى الناخبين في المركز. وفي ماري 5 في فرنسا، سجلت "لادي" نفاد بعض الأوراق الرسـمية، ولكن تم تأمين أوراق إضافية وتمكن الناخب من الإدلاء بصوته. وفي باريـس - فرنسا، انتظر الناخبون بين الساعتين ونصـف الساعة والثلاث ساعات حتى يتمكنوا مــن الاقتـراع، وقد طلب مراقب "لادي" أكثر من مرة وضع عوازل إضافية".
وختم البيان في تقييمه الأولي لانتهاء عملية الاقتراع، أنه "عند عد الظروف في عدد من مراكز الاقتراع في بعض الدول، سجلت لادي عدم التطابق في الأرقام بين عدد ظروف الاقتراع وعدد المقترعين. كما "ورد إليها من منـدوب إحدى اللوائح فـي أحد مراكز الاقتراع في فرنسا ورقة "شهادة وإقرار" من رئيـس المركـز تطلب من المندوبين الحاضرين الإقرار بأن لا مانع لديهم بأن يبقى صندوق الاقتراع في عهدة رئيس المركز من دون حضورهم، حتى وصول شركة DHL واســتلام الصندوق". وتابعت: "بعد انتهاء عملية الاقتراع في قلم الاقتراع الرقم 32 في مركز باريس 5، استمر عد الظروف لخمس ساعات".