أطلق وزراء التربية والتعليم العالي عباس الحلبي والبيئة ناصر ياسين والزراعة عباس الحاج حسن ورئيس وحدة الكوارث في رئاسة الحكومة زاهي شاهين، كتيب التوعية على الوقاية من حرائق الغابات في لبنان، في مؤتمر صحافي عقد في وزارة التربية.
وذكر الحلبي، "اننا لا ندرك أهمية البيئة والغابات في لبنان، إلا بعد أن نخسرها، هكذا هي الحال مع مرور السنوات، فجميعنا يعلم تقلص المساحات الخضراء سنويا، في ظل خطط ومبادرات كثيرة مشكورة، لكن عدم تجريم أحد في كل هذه الكوارث التي حصلت، يجعل من البيئة الطبيعية من غابات وأنهر وبحار وهواء ومزروعات لقمة سائغة أمام من يستبيحون البيئة والإنسان واستدامة الثروات الطبيعية".
وأشار، إلى أنه "رغم هذا الواقع المرير، فإننا نستمر بالتعاون في ما بيننا كوزراء ومسؤولين، ومع المخلصين في المجتمع المدني الناشط، في توعية المواطنين على أهمية صون المحيط الحيوي الذي يحتضنهم، والذي إذا ما استمررنا في تدميره بالإهمال حينا وعن قصد في أحيان أخرى، سنورث أجيالنا كوكبا غير قابل للعيش ولا للانقاذ".
وأكد، "اننا نقدر عاليا التعاون القائم بين وزارتي التربية والبيئة في مجالات إدماج مفاهيم حماية البيئة في المناهج التعليمية وتنفيذ النشاطات في المدارس مع مختلف الفئات العمرية، كما نثمن التعاون القائم بين الوزارة ووحدة إدارة مخاطر الكوارث لدى رئاسة مجلس الوزراء في مجالات بناء القدرات والتوعية على الوقاية من الكوارث الطبيعية ومن صنع الإنسان وفي مجالات تحصين القطاع التربوي في مواجهة الأزمات، ونحن على استعداد لإصدار تعاميم تجعل تلامذة المدارس منخرطين في تعزيز نشر التوعية حول الوقاية من حرائق الغابات، خصوصا مع بداية فصل الصيف، من خلال توزيع "دليل التوعية للوقاية من الحرائق" والطلب من المدارس كافة المشاركة في أسبوع البيئة الذي ينطلق في يوم 5 حزيران الذي يصادف يوم البيئة العالمي، حيث سيعمم الدليل على المدارس ويتم تنظيم أنشطة توعية في خلال أسبوع البيئة".
وأوضح ياسين، أن "حرائق الغابات موضوع مهم ضمن أولويات الوزارة، لأننا خسرنا في ثلاثة أعوام ماضية نحو 12 ألف هكتار من الغابات، فهذه ثروة طبيعية يجب المحافظة عليها بكل قوة، ونعمل على تجديد الخطة الوطنية، بالتعاون مع وزارة الزراعة والجمعيات الشريكة"، مضيفاً: "قبل عام 2019، كان لبنان يفقد ما يعادل ال1500 هكتار من أراضيه الحرجية سنويا بسبب حرائق الغابات. وفي عام 2019، تضاعف هذا المعدل ليصل إلى أكثر من 2600 هكتار من الأراضي المحروقة"، لافتاً إلى أن "التوعية على الوقاية من الحرائق في المدارس تمهد الطريق لمنع الحرائق في المنزل والجوار وغاباتنا وبلدنا"، وقال: "من واجب الجميع وقف الحرائق في كل مكان، فالجزء الأهم في هذه الاستراتيجية هو حرائق الغابات، ثم الاستجابة بالتعاون مع وحدة إدارة مخاطر الكوارث والدفاع المدني الذي يحب أن نوفر له الدعم".
وأكد، "اننا سنطلق في الأسبوع الوطني للحماية من حرائق الغابات، العديد من الأنشطة، بالتعاون مع وزارة التربية والحركات الكشفية والبيئية، فهذه الأنشطة تهدف إلى تنظيف الغابات ورفع الوعي حول المخاطر، وإننا مقتنعون بأن النجاح في حماية البيئة لن يتم إلا بتغيير التفكير لدى الأجيال الشابة لأنها ستكون المسؤولة في الغد".
ومن جهته، رأى الحاج حسن، أن "تجتمع الزراعة والبيئة على طاولة وزارة التربية يعني أن ينتقل هذا الملف إلى الوصول الحقيقي للأجيال الصاعدة. عندما نتحدث عن الغابات، نرى ألوان لبنان، فلون الغابات هو الأقرب إلينا لأنها المتنفس الوحيد للبنان"، مشيراً إلى أن "وزارة الداخلية شريك أساسي معنا لأن الضابطة العدلية لها دورها الأساسي"، لافتاً إلى أن "وزير التربية سيقوم بهذا الجهد الجبار لنشر التوعية من خلال المدارس، والمهم اتخاذ التدابير العقابية لمن يعتدي".