واصل وزير الثقافة محمد وسام المرتضى، زيارته الرسمية الى طهران حيث التقى وزير الخارجية حسين امير عبد اللهيان، وكانت جولة افق في العلاقات الثنائية على مختلف الصعد اضافة الى الاوضاع العامة والتطورات الحاصلة في المنطقة، وكان تأكيد من الجانبين على ان "الغلبة هي للحق، وان مكانة لبنان أساسية في السياسة الايرانية ومتميزة لدى الشعب الايراني".
وأعرب عبد اللهيان، عن "استعداد بلاده لتقديم كل الدعم للبنان وشعبه"، لافتاً إلى أن "مقاومة الاخير وتصديه للاعتداءات الاسرائيلية وثباته في وجهها هي انموذج للشعوب الحرة". ورحب بزيارة المرتضى، إلى إيران وطلب منه أن "ينقل تمنياته للحكومة اللبنانية بالتوفيق في جميع مهامها وبالأخص بالنجاح في إقامة الانتخابات البرلمانية داخل وخارج لبنان"، كما أعلن أن "إيران لا ترغب على الإطلاق بأن يكون لبنان مسرحا للتنافس الإقليمي والأجنبي وبأن تعاطي إيران مع لبنان يتم من منظور شامل يتجاوز الاعتبارات المذهبية والطائفية، وإيران تأخذ في عين الاعتبار خصائص لبنان الفريدة وتقف على مسافة واحدة من جميع الأطياف والمذاهب فيه".
وأكد، في ما خص ملف التفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية، أن "إيران ثابتة على خطوط حمراء وأميركا لها مطامع"، لافتاً الى أن "إيران عازمة على التوصل إلى اتفاق جيد ودائم مع الولايات المتحدة الأميركية يضمن الحقوق الإيرانية"، وأوضح أن "التفاوض مع الجانب السعودي جار على قدم وساق وهو في تطور مضطرد والأجواء إيجابية وقد حقق الجانبان تقدما جيدا، وتم اتخاذ قرارات مهمة لعودة العلاقات الديبلوماسية لمجاريها الطبيعية، وخلال الأيام المقبلة سوف تنتقل المفاوضات من المستويات الأمنية إلى المستويات السياسية والعملية وستكون في العلن".
وفي ما خص ملف التطبيع مع اسرائيل، كان توافق من الجانبين على أن "خيار المقاومة هو وحده الذي يجدي مع اسرائيل"، وأشار عبد اللهيان إلى أن "وزارة الخارجية الإيرانية وجهت رسائل واضحة إلى كل من الإمارات والبحرين وسائر الدول المطبعة مع إسرائيل وأبلغتهم رسميا بأنها لن تكون غير مبالية تجاه نشاطات إسرائيل وتغلغلها في المنطقة ولن تقف مكتوفة اليدين تجاه تحركات هذه الأخيرة المشبوهة".
وفي موضوع ملف العلاقة مع لبنان أبدى عبد اللهيان، "استعداد الدولة الإيرانية للقيام بكل ما يلزم من أجل تقديم المساعدة إلى لبنان لتجاوز أزماته، كما أبدى أيضا تفاؤله بأن عودة سفراء الدول العربية إلى بيروت سوف يكون له تأثير إيجابي على الوضع العام في لبنان"، كما اعرب عن "تفاؤله بتضافر الجهود بين وزارتي الثقافة في كلا البلدين وبالتعاون مع وزارة الخارجية في إيران بإمكانهم أن يحدثوا تطورا إيجابيا كبيرا في العلاقات الثقافية بين الدولتين والشعبين مما ينعكس إيجابا عليهما وعلى المنطقة لما لكل من الدولتين من واقع ثقافي وحضاري هام".
وبدوره، أعلن المرتضى أن "لبنان أجهض مشروع الشرق الأوسط الجديد في العام 2006 فعمد أعداء شعوب منطقتنا إلى محاولة إشعال فتنة سنية - شيعية في لبنان، لكن محاولتهم البائسة أجهضت فلم يكن منهم بعد حين إلا أن أطلقوا على لبنان والمنطقة الوحش التكفيري الذي عاث فسادا في الأرض والمواطنين والمقدسات لكن المقاومة في لبنان وحلفائها استطاعوا القضاء على هذا المشروع بدوره ولم يبق لدى أعداء شعوبنا سوى رصاصة أخيرة هي رصاصة الخناق الاقتصادي والحصار في محاولة منهم لجعل البيئة اللبنانية تعاني وتنقلب على المقاومة".
وشدد، على أن "هذه المحاولة بدورها سوف تبوء بالفشل وخير دليل على ذلك نتائج الانتخابات القادمة نهار الأحد المقبل حيث ستظهر هذه النتائج تمسك اللبنانيين بشكل عام بمنطق المقاومة وبسلاح المقاومة الذي لا غنى عنه لأنه وحده الذي يجدي مع اسرائيل المزروع في منطقتنا"، مضيفاً أن "الصراع بين منطق الحق ومنطق السيادة ومنطق القيم الأخلاقية ومنطق الحرية ومنطق هذا التنوع، والمنطق الآخر المعادي لكل هذه القيم، الصراع اليوم يتخذ طابع الصراع الثقافي ومن هنا وجوب تعاون كل الأحرار في العالم لمواجهة المنطق الآخر الظلامي الإلغائي الاستعلائي لمجابهته والانتصار عليه انتصارا بينا كما حصل في ميادين الصراع السابقة". وختم المرتضى، لافتاً الى أن "الجمهورية اللبنانية تتطلع إلى أوثق العلاقات مع ايران وإلى تمتين وتعزيز الصداقة بين الشعبين اللبناني والإيراني لما لذلك من انعكاس إيجابي ومردود كبير على كل من الشعبين والدولتين".