الناخبون والناخبات الأعزّاء، نفهم الإنتخابات أنها إجراء مركزي في النظام الديمقراطي وهي شرط ضروري وحيوي لوجود الديمقراطية. ومبدئيًا يتمّ التعبير في إجراء الإنتخابات عن مبادئ الديمقراطية بمعنى أنّ الشعب له السلطة المطلقة لتجديد الحياة السياسية وللتعبير عن حقوقه كإنسان ناخب وكمواطن له حقوق وعليه واجبات، وهذه شروط ضرورية وحيوية لوجود الديمقراطية. من حقّنا كمواطنين في الإنتخابات الديمقراطية ممارسة حقوقنا الأساسيّة في الإنتخاب والترّشُح وهذه الأمور جزء من الحقوق الطبيعية للإنسان وكمواطنين لبنانيين .
إنّ ممارسة قيم الحرية والمساواة هي شرط ضروري وحيوي لوجود جهاز الإنتخابات الديمقراطي. إيمانًا منّي بالعمل الديمقراطي السليم أدعوكم أيُّها الإخوة والأهل إلى التغيير الجذري، ولترجمة رغبتنا الشعبية العارمة بفعل سياسي فاعل بالإنتقال إلى مرحلة جديدة، قد تكون من حيث المبدأ بمنظومة سياسية تلغي وتمحو هذا المشهد السياسي العام القائم في البلاد والذي أوصلنا مغتربين ومقيمين إلى الهلاك.
إهتمامنا من أرض الغربة بالإستحقاق الإنتخابي لا يمكن لأحد إخفاء مؤشراته المرحليّة فهو يطفو منذ فترة على صفحات وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب، وهو يُخالف هذا الواقع المأساوي وحالات الكساد والركود العام الّذي أصابنا في الصميم، وهدف كل مقالاتنا ولقاءاتنا التمهيد لإجراء إنتخابات جديدة عنوانها التغيير الجذري وليس الجزئي .
ليس غريبًا علينا أن نهتّم بشؤون الناس عندما هجرها أرباب التشريع تحت حجج واهية منها الأجواء الصحية التي عصفت في البلاد أو الأوضاع الإقتصادية الموجعة، أو الأوضاع السياسية القذرة التي هي نتاج سياسة هؤلاء الحكّام وفي طليعتهم بعض نوّاب الأمة... نعم نحن نُسجِّل وللعلن الملاحظات الناقدة لمجريات الحياة السياسية والمجتمعية التي نمُّر بها... ولا أخفي سِرًا أنني وفريق عملي في الداخل وعالم الإغتراب لدينا رغبة صادقة في عقولنا تبحث بجدّ وصبر حثيث عن التغيير والإستبدال الدافئ والسلس .
بعض النوّاب الحاليين أفرغوا العمل التشريعي والنيابي من معناهما السياسي، وقدّموها لنا كمواطنين بصورة متكررة على أنها مجرد روتين شكلي في الحياة السياسية اللبنانية، وهي كناية عن مشهد يشوبه العقم الموسمي يكررونه كل أربع سنوات لإستكمال سيطرتهم على الجمهوريّة، والمؤسف أنّ حيويتهم تنفرط مع إنتهاء العملية الإنتخابية. إنّ هذا الأمر من المفترض ألاّ يتكرّر هذه المرة .
بعد إجراء العديد من الإجتماعات وبعد الإطلاع على كل اللوائح التي أظهرت ثمّة ذروة بالغة الإهتمام بالإنتخابات، وبشكل معلن تدفعنا للقول بأنّ الشعب اللبناني ونحن جزء منه لا يريد ولا يرغب على الإطلاق إعادة إنتخاب هؤلاء النوّاب الذين فشلوا في العمل التشريعي، ولا يريدون نوّابًا يبقون الحال السياسية كما هي عليه ، ليبقوا المستفيدين من لعبة الإقصاء .
الناخبون والناخبات الأعزّاء، في كل الدوائر الإنتخابية وأخص بالذكر من يقترع في قضاءي جبيل وكسروان الدائرة التي إنتمي إليها، لا تقترعوا لهذا الطقم الفاسد، لا بُدّ من تجديد الحياة السّياسية فالديمقراطية ليست مجرد لعبة موقّتة للإستعراض المقيت، إنما هي فعالية مستمرّة تملاْ المجال الحيوي لكل الدوائر لا سيّما دائرة جبيل كسروان، إنتخبوا المرشّحين الجدُدْ الأوادم الذين حملوا همومكم ضمن معايير النزاهة والشفافية وبالمشاركة الشعبيّة الأوسع والتي تتفاعل بنبل مع مشاكلكم ومعاناتكم والتي تحمل البرامج الإنمائية. إنتخبوا التغيير والحق لأنكم والحق أكثرية .
*سفير الجمعية العالمية لحقوق الإنسان والموّدة