أشار متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده، خلال ترأسه القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس، إلى أنه "من الواقع العربي، الذي يشكل واقعنا اللبناني صورة مصغرة عنه، رأينا كيف تقمع أو تسكت الأقلام الحرة والحناجر المدافعة عن الحق والصادحة بالحقيقة. فإلى قافلة الصحافيين الشهداء في بلدنا وفي المنطقة العربية، انضمت منذ أيام الصحافية المناضلة، المدافعة عن حق وطنها، شيرين أبو عاقلة، وهي تمارس عملها. فلروحها السلام والراحة الأبدية، عل استشهادها يكون صوتا مدويا في وجه كل قمع واحتلال واستعباد وظلم وإرهاب".
وأوضح أن "اليأس من أسلحة الشيطان القوية، يهاجمنا به بحجج متنوعة ودرجات مختلفة. يصيبنا اليأس بقدر ما نوليه اهتمامنا وانتباهنا، فإما تظلم آفاقنا ولا نعود نجد مخرجا بسبب عدم مواجهتنا اليأس بالشكل الصحيح، عبر الإيمان والرجاء، وإما نتشبث بالمسيح وبالحرية التي منحنا إياها وننطلق نحو النور الذي لا يعروه ظلام ولا فساد. المسيح، كلمة الله، يعمل بأساليب لا يستوعبها منطقنا البشري، وكما برز من القبر ومنح الحياة للعالم، هكذا يمكنه أن ينبت الرجاء من صخرة اليأس البشري مهما كان قاسيا. لا مصاعب الحياة، ولا الأزمات المعيشية ولا إرادتنا الضعيفة ولا الشر الذي يحكم العالم يمكنه أن يقوى على محبة الله الكلية القدرة. يكفي أن نعترف أمامه بضعفنا، بإيمان صادق، ثم ندعه يعمل بحسب محبته".
وشدد عوده، على "أننا في الفترة الفصحية قائلين: هذا هو اليوم الذي صنعه الرب، لنفرح ونتهلل به. الشعب مدعو اليوم إلى التآزر في إرساء طريق الخلاص للبنان وناسه، وبناء دولة ديمقراطية، قوية، عصرية، ذات سيادة كاملة وموقف واحد وجيش واحد وشعب واحد، علنا نفرح ونتهلل بعد السنوات العجاف التي مر بها الجميع. تذكروا الأزهار التي تجد شقا صغيرا في الصخر القاسي، فتنبت وتضفي على الصخر مسحة جمال. لا تيأسوا. الرب معكم، لأنه لا يشاء موت خليقته، بل يشاء خلاص الجميع".