تزاحمت خلال الأشهر الماضية نظريات لكبار "فلاسفة السياسة" والرؤى الاستراتيجية في لبنان، وقامت على اساس "ان تحالف القوى التغييرية مع المعارضة المتمثلة بحزب الكتائب، ونعمة افرام واسامة سعد وميشال معوض، قادر على تحقيق نتائج مهمة لأن هذه الشخصيات تشكل رافعة وقيمة مضافة لا يمكن للتغييريين بدونها ان يفوزوا".
وحصلت جولات من النقاشات وسط اعتراضات من معظم المجموعات التغييرية على هكذا تحالفات، وباشر بعضها في بعض الدوائر مثل الشمال الثالثة، بتشكيل لوائح مستقلة مثل لائحة "شمالنا"، وقطعوا الطريق على التحالف مع القوى المعارضة، رغم الضغوطات النفسية والإغراءات المادية، وكرت سبحة اللوائح التي قررت المضي لوحدها مع التغييريين.
حاولت هذه الشخصيات والقوى المعارضة بشتى الوسائل ان تتحالف او تسحب شخصيات معارضة للوائحها لإعطاء الطابع التغييري. وفي ظل هذه النقاشات كان هناك من يقول لهم بأن "هكذا تحالف لن يخدم سوى القوات اللبنانية لأن الناخب عندما يوضع أمامه خيار تحالف هجين بين القوى التغييرية والقوى المعارضة سيختار القوات ولن يختار الكتائب، إلاّ أنه فيما لو كانت هناك لوائح تغييرية صافية فإن الناخب سيذهب بإتجاهها، فلم يصدّق "الفلاسفة" واصرّوا على رؤاهم.
لكن اتت النتائج في: المتن، وبعبدا وكسروان-جبيل، وزحلة وبيروت. فلم تقدم هذه القوى اي قيمة مضافة، رغم ضمها لوجوه تغييرية، لكن هؤلاء المرشحين التغيريين قدموا ترشيحاتهم أضحية في سبيل انجاح اللوائح المعارضة، التي لم تربح مقعدا اضافياً واحداً، عمّا ربحته في انتخابات 2018.
ومن هنا يمكن الجزم ان تلك القوى التقليدية، عاقبت القوى التغييرية ولم تسعف نفسها.