عندما شنّ حزب "القوات اللبنانية" هجومه السياسي على النائب فريد هيكل الخازن في كسروان-جبيل، اتخذوا عنواناً اساسياً في محاولة كسره: تحالفه مع رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، بينما كان البُعد الآخر لهجوم معراب السياسي على آل الخازن، هو الإيحاء بأن "الشيخ فريد" حليف "حزب الله".
اشتدّت الحملة على الخازن، ووصلت الى حدّ "الحصار" الذي منع قوى وشخصيات سياسية من التحالف معه، وبقي وحده يصارع انتخابياً في لائحة استندت الى الاصوات المارونية في كسروان بشكل اساسي.
كان يُنتظر ان يمنحه "الثنائي الشيعي" مئات الأصوات، لكنهم منعوا تسرّب اي صوت الى لائحته، وتفرجوا على "محاولة القوات انهائه سياسياً". كان يُمكن أن يكون خاسراً، ويحل مكانه المرشح "القواتي" شادي فياض، لكن الخازن فاجأ اصدقاءه وخصومه، واستطاعت لائحته ان تحصل على حوالي 15 الف صوت مسيحي، معظمهم من الموارنة.
كان ممكناً ان يخسر الخازن، بمئات الاصوات. عندها كان "الثنائي الشيعي" سيتفرّج على كسب "القوات" مقعداً اضافياً على حساب حليفهم السياسي. فما هو سبب تخلّي الشيعة عن احد ابرز الرموز المسيحيين في عاصمة الموارنة؟ لا تُقنع اجوبة "حزب الله"، بإعتباره المقرّر شيعياً انتخابياً في دائرة جبل لبنان الرابعة، بأن الهدف كان فوز مرشحه رائد برو، خصوصاً ان استطلاعات الرأي كانت اشارت الى حاجة الخازن الى بضع مئات الاصوات لضمان نيل لائحته الحاصل الانتخابي الاول المطلوب، بينما كانت تلك الاصوات لا تزيد لائحة "حزب الله" – "التيار الوطني الحر" مقاعد ولا وزناً اضافياً.
فهل يبدأ الخازن بسلوك درب معارضة "الثنائي الشيعي"؟
يُظهر "الشيخ فريد" التزامه بالبطريركية المارونية ضمن نهج ال الخازن التاريخي. ولا بدّ ان بكركي مرتاحة لفوز الخازن في كسروان، لإعتبارات تاريخية وحاضرة ومستقبلية، خصوصاً ان الخازن يلتزم مسارها المسيحي والوطني. لذلك، جاءت مواقف الخازن الأخيرة معبّرة عن حياده السياسي تفسيراً لأمرين: عتب على اصدقائه في عين التينة والضاحية، وترجمة لموقفه الثابت المنسجم مع بكركي.
فهل فاز الخازن بمقعده النيابي، وخسر "الثنائي الشيعي" حليفاً كسروانياً صلباً؟
في هذا الإطار، علمت "النشرة" أن العتب كبير وسيكون له تداعيات بعيدة المدى سياسياً، من دون أن يُفصح المطلعون عن مكامنها.