أشار متروبوليت بيروت وتوابعها للرّوم الأرثوذكس المطران الياس عودة، إلى أنّ "معظم الزّعماء يتسابقون على الخطابات والوعود وعلى الصّراخ الذي لا يجدي نفعًا، بل يظهر حالة الضّعف عند المتكلّم، أمّا الجوهر الّذي هو خدمة الشّعب فمفقود".
وبيّن، خلال ترؤّسه خدمة القدّاس في كاتدرائية القديس جاورجيوس، أنّ "حتّى النوّاب الّذين انتخبهم الشّعب، يتسابقون إلى العدّ والتّنافس، متناسين أنّ النّائب المنتخَب يمثّل الشّعب كلّه، لا فئةً محدّدةً منه فقط، مثلما لم يتجسّد المسيح لخلاص فئة محدّدة من النّاس، بل كلّ الخليقة. وكما أنّ خلاص المسيح هو للجميع، كذلك يكون النّائب المسيحي أو غير المسيحي للجميع".
وشدّد المطران عودة على أنّ "أملنا ألّا يتلهّى المسؤولون بالمظاهر والقشور، فيما يجب افتداء الوقت والعمل على الإنقاذ الفوري لبلد يحتضر"، متمنّيًا أن "يكونوا يدًا واحدةً تعمل بجهد وبخطى سديدة، من أجل الخروج من الظّلمة إلى النّور، ومن التعثّر إلى النّهوض".
وركّز على أنّه "في لبنان، وقد حصلت الانتخابات وقال الشعب كلمته، ومع أنّنا كنّا نتمنّى أن تكون الحماسة للانتخابات بمستوى الكارثة الّتي ألمّت باللّبنانيّين، ويكون الإقبال على التّعبير عن الرّأي بحجم الغضب واليأس، فينبغي أن يعمل الجميع بحسب قلب الله، أن يعملوا للرّبّ من خلال شعبه، إخوته هؤلاء الصّغار، الّذين أوكلوا مهمّة رعايتهم أربع سنين".
كما أوضح أنّ "أملنا ألّا يضيعوا الوقت ويشحنوا النّفوس بذبذبات الكره والحقد، بل أن يتخطّوا أنانيّتهم ويحاولوا إرساء مفاهيم المحبّة المسيحيّة، وأن يتقبّلوا الرّبّ فاعلًا فيهم ومن خلالهم". وتوجّه إلى النوّاب الجدد، قائلًا: "أملنا أن تعملوا وفق الدستور على بناء دولة ديمقراطيّة عادلة تحترم جميع الحقوق وتلزم الجميع بالواجبات، وعلى فصل السّلطات وتحصين القضاء ليكون مستقلًّا وفاعلًا، وعلى التصدّي لتعطيل المؤسّسات، وعلى معالجة النّزف الاقتصادي والاهتمام بوجع النّاس وآلامهم، وعلى كشف حقيقة تفجير بيروت بعيدًا من المساومات والتّسويات وطمس الحقائق. لا تَسكروا بالسّلطة، ولا تدعوا مرض التسلّط يصيبكم. كونوا صوت من انتخبكم ويعلّق عليكم الآمال".
وذكر عودة "أنّنا نصلّي لجميع من اختارهم الشّعب ممثّلين له في النّدوة البرلمانيّة، ونصلّي من أجل أن يكونوا واعين مقدار المسؤوليّة الملقاة على عاتقهم. العمل يجب أن يكون حثيثًا، من دون أيّ تضييع للوقت في خطابات رنّانة فارغة من النّتائج العمليّة"، مؤكّدًا أنّ "أنظار الشعب اللبناني، والعالم أجمع، شاخصة نحوكم ونحو طريقة عملكم، فلا تخذلوا من انتخبوكم. شعبنا عبّر إن بصمته أو بصوته، فاسمعوا الإثنين وكونوا على مستوى المسؤوليّة، من أجل بلدكم لبنان، لا من أجل حزبكم أو تيّاركم أو حركتكم أو طائفتكم، لأنّ الشّعبيّة تخفت أو تزداد، لكنّ الوطن هو الّذي يبقى ملجأً لجميع أبنائه".