أشارت النّائبة نجاة صليبا إلى "أنّني قد عَبَرتُ إلى السّياسة من باب البيئة، بعدما شهدتُ على الإهمال والإجرام الّذي يطال بيئتنا ويهدّد مستقبلنا، ومن باب العلم لأنّني أدركتُ أنّ كلّ العمل الّذي يجري يتمّ بلا منهجيّة، بل هو بعيد عن العلم ولا يشبهنا. وأخيرًا، دخلتُ من باب الثّورة ولا سيّما بعد انفجار مرفأ بيروت في الرّابع من آب 2020"، مشدّدةً على أنّهم "قد قتلونا ونحن في بيوتنا، وهذا أمر لا يمكن لعقلٍ بشري أن يستوعبه، وكان لا بدّ من أن يثير فينا كلّ مشاعر الغضب والثّورة، ويدفعنا للانتفاضة ضدّ السّلطة القائمة".
وفي حديث إلى صحيفة "الرّاي" الكويتيّة، لفتت صليبا، الّتي عملت منذ العام 2010 على إصدار منشورات علميّة تتضمّن خلاصة أبحاثها، وكانت في آخر كلّ منشور تقدّم توصيات للدّول لتحسين أدائها البيئي، وتقترح إرشادات وقوانين وطرقاً للتّطبيق، إلى أنّ "دولًا كثيرةً أخذت بتوصياتي. وحده لبنان نأى بنفسه عنها، ولم يكترث لتحسين وضعه البيئي، وهذا ما دفعني أكثر للانخراط في العمل السّياسي". وأكّدت أنّهم "لو نفّذوا ما نصحتُ به، لَما وجدتُ نفسي مضطرّة للدّخول إلى معترك السّياسة".
وعمّا إذا كانت تخشى "حيتانَ" السّياسة في البرلمان وألاعيبهم، ركّزت على أنّهم "لا يخيفونني، مهما بلغت حدّة هجومهم وهجوم جيوشهم الإلكترونيّة. ومهما حاولوا لن أخاف أو أتراجع. عملي يحكي عنّي، ولو لم أكن أخيفهم لَما قاموا بالحملات ضدّي"، وذكرت "أنّني لم آتِ من أجل منصب أو جاه، فلست بحاجة إليهما، ولديّ من الخبرة والمَناصب ما يكفيني، ولا أحد يمكنه أن يضغط عليّ في هذا الشّأن".
وأوضحت صليبا أنّ كثيرة هي المشاكل الّتي يعانيها لبنان، لكن يبقى الفساد أوّلها، فالطّبقة السّياسيّة على اختلافها من موالين ومعارضين، كان في إمكانها إيجاد حلول لمشكلاتنا لو لم تكن فاسدة وتتلهّى بالمحاصصة وتقطيع البلاد وثرواتها إلى حصص ومكتسبات فرديّة"، ورأت أنّ "الفساد، الجهل وعدم تناول الأمور بالجديّة اللّازمة هي الّتي أوصلت البلاد إلى الهاوية".
وبيّنت أنّ "الإنسان المتمرّس الخبير يمنح الخبرة والمعرفة ويوجّه الشباب، لكن إذا أردنا النهوض بالبلاد، فلا يمكن أن ننهض به مع أناس لا يملكون الطّاقة. فالحكمة والخبرة مع الطّاقة والقدرة على التّنفيذ هي العوامل الّتي تبني البلاد. نحن بحاجة إلى كلّ شاب موجود في لبنان، والعمل يجب أن يكون جَماعيًّا سواءً في مجلس النواب أو في كل المجالات، فنحن نقتدي بالشّخص الحكيم ونقوى بالشّباب".