تتوالى الأزمات وتكبُر مع مرور الوقت، من أزمة الكهرباء التي شهدت سجالاً حامياً بين رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ووزير الطاقة وليد فياض حول ملف العروض، الى أزمة الطحين والتوقعات باشتدادها في الأيام المقبلة، الى أزمة المحروقات وتحديداً البنزين، حيث يُتوقع أيضاً أن تشهد مزيداً من التأزم، وصولاً الى أزمة المياه، وأزمة القطاع الصحّي، وأزمة سعر الصرف التي تخطت كل الخطوط الحمراء.
ترتفع وتيرة الأزمات من جهة، ووتيرة الخلاف السياسي من جهة ثانية، ما يعني أنّ الحلول لن تكون مُتاحة في القريب العاجل، هذا ما يجعل صيفنا أشد حماوة من كل ما سبقه، فالأزمة السياسية بشكلها الحالي تجعل إنتاج حكومة شبه مستحيل، ويحتاج الى تدخّل دولي عاجل، وهو ما يبدو أيضاً أنه بعيد المنال.
في الساعات الماضية لم تزر الكهرباء الجنوب على سبيل المثال سوى لساعة واحدة، غير كافية لشيء، مع العلم أن قرى كثيرة شهدت أزمة على مستوى المولّدات إذ لم يعد أصحابها يستطيعون تشغيلها بسبب الكلفة الخيّالية للمازوت، وبحسب مصادر متابعة فإنّ انقطاع الفيول الذي يتكرر كل فترة لن ينتهي قريباً، مؤكّدة أن لا حلول بالأفق، لا عبر شراء الفيول الكافي ولا عبر استجرار الطاقة، لذلك تشير المصادر الى أنّ الصيف سيكون حالك السواد على هذا الصعيد.
بالنسبة الى أزمة الطّحين، فتُشير المصادر إلى أنّ سعر ربطة الخبز سيرتفع من جديد، والأفران تهدّد بعدم بيعها عبر الدكاكين، والإكتفاء ببيعها في الأفران مع وضع ضوابط على الكمّيات التي يحق للفرد شراءها، كاشفة أنّ الأزمة ستكبر خلال أسبوعين بسبب اقتراب نفاد الطحين المدعوم.
600 ألف ليرة سعر صفيحة البنزين وهذا الرقم مرشّح للإرتفاع بسبب التصاعد الجنوني لسعر صرف الدولار، وهذا التقلب بالأسعار في السوق السوداء يجعل الشركات تتأنّى بتسليم المواد الموجودة بحوزتها، لذلك أقفلت بعض المحطّات أبوابها، وعادت أخرى لتقفل عصراً، وتُشير المصادر إلى وجود توقّعات باشتداد الأزمة الأسبوع المقبل، كاشفة أنّ بعض المعنيين بالقطاع باتوا يطرحون حلّ دولرة البنزين لتأمين استمراريته، عملاً بالمازوت، وهذا ما يعني أن المواطن عليه أن يدفع ثمنه بالدولار، وبالتالي إلى جانب كل ما يخلقه ذلك من صعوبات، سيرتفع حجم الطلب على العملة الخضراء في السوق السوداء، وسيرتفع سعره اكثر، علماً ان أحسن المتفائلين بشأنه يتوقعون ارتفاع سعره الى 40 ألفاً قريباً.
إذاً، لا كهرباء، لا طحين ولا بنزين، وقريباً بحسب المسؤولين لا مياه، حيث اقتربت مؤسّسات المياه من إعلان الإستسلام أمام غياب الكهرباء وغلاء المازوت، وقريباً جداً قد لا يعود بإمكانها نقل المياه الى المنازل، وبالتالي فإن هذه الضربة ستكون القاضية، فالماء هي أساس كل شيء حيّ.
كثيرة هي الأزمات الّتي لا تجد من يعمل على حلّها، فحين كانت الحكومة مكتملة الأوصاف كانت عاجزة عن تسيير أبسط شؤون المواطنين، فكيف بالحريّ عندما أصبحت حكومة تصريف أعمال، حيث سينصرف الوزراء الى تسيير شؤونهم هم كما جرت العادة دون الاهتمام بالمصلحة العامة.