لا شكّ أن المناخ في لبنان، وربما في العالم، يتغيّر بشكل كبير، لدرجة أننا بتنا نظن أن مقولة الفصول الأربعة في لبنان عدّلت عليها الطبيعة، والانتقال يتم ما بين الشتاء والصيف... وطبعاً العام الحالي لن يكون كباقي الأعوام، ففي السنوات السابقة كان استعمال المكيّف سهلاً جداً، بينما حالياً غالبية الشعب اللبناني لن تلجأ إلى تشغيله بسبب الكلفة العالية.
هذا من جهة ولكن من جهة أخرى يكاد ينتهي شهر أيار والحرارة لا تزال تحت معدّلاتها الطبيعية، حتى إن البعض بات يظنّ أنه كان بارداً أكثر من المعتاد، وهنا تساؤلات عدّة تُطرح، وكيف سيكون فصل الصيف؟.
"الحرارة في شهر أيار هي أقل من معدلاتها الموسمية في مثل هذه الفترة". هذا ما يؤكده رئيس مصلحة الارصاد الجوّية في مطار بيروت محمد زواوي، لافتاً عبر "النشرة" إلى أنّ "اقصى معدلات الحرارة في شهر أيار هي 27 درجة مئويّة، وحتّى الآن لم نصل إلى هذه الدرجة ما يعني أنها أقل من معدّلاتها الموسمية"، مشيراً إلى أن "هذا الأمر يدل على أن أيّار كان نسبياً بارداً، كما أن كمية الامطار التي تساقطت (50 ملم) كانت أكثر من المعدّلات الموسمية أو المعتاد للشهر الجاري".
في السياق ذاته، يؤكد زواوي أن هذا الأمر لا يعني أن الصيف سيكون مختلفاً عن باقي السنوات، فحتى الآن، بحسب البرامج العدديّة، فإنه سيكون طبيعياً بالاجمال. مضيفاً: "في باقي بلدان العالم قد تكون درجات الحرارة مرتفعة أكثر من المعتاد، ولكن في لبنان لن تكون أكثر احترارا من السابق، إلا أنها في الوقت نفسه لن تكون أكثر برودة، وقد تصل في حزيران إلى 30 درجة، وفي تموز إلى 32 درجة أما في آب فقد تبلغ 33 درجة"، داعياً إلى إنتظار ما ستحمل الأيام المقبلة، ففي العام الماضي جاء فصل الشتاء أبرد من المعتاد ولكن فصل الصيف في أواخره، وفي أشهر أيلول وتشرين الأول وتشرين الثاني، كان شديد الحرارة.
وعندما نتحدث عن فصل الصيف، نعود بالذاكرة إلى الحرائق التي اشتعلت خلال العامين المنصرمين والتي أكلت الأخضر واليابس سواء في الشمال أو في الشوف أو غيرهما... ولا شكّ أن الخوف من تكرار تلك المشاهد كبيرا، خصوصاً وأن لا أحد يمكن أن يؤكد أو ينفي إذا ما كانت تلك الحرائق مفتعلة أم لا، ولا شك أن جهاز الدفاع المدني واحد من الأجهزة التي تعاني الأمرّين. وهنا تؤكد مصادره أنه "ورغم الصعوبات والعديد القليل جداً الا أننا جاهزون لمواجهة الحرائق إن حصلت، آملين عدم تكرار المشاهد التي حصلت في السنوات الماضية".
في المحصّلة لن يكون لبنان على موعد مع صيف مختلف عن السنوات الماضية أو مع صيف أكثر برودة من المعتاد.... ولكن السؤال الأهم "كيف سيمرّ دون مكيفات ودون تبريد في ظلّ انقطاع الكهرباء وارتفاع أسعار المولدات الكهربائية بشكل دراماتيكي دون أي حلول"؟!.