أشار السيد علي فضل الله، الى أن "عيد المقاومة والتحرير يأتي كل سنة ليذكر اللبنانيين بالإنجاز الكبير الذي تحقق لهم وبالقوة التي بلغوها عندما استطاعوا هزيمة أعتى قوة في المنطقة، والجيش الذي لطالما رسم في الأذهان الصورة الوهمية بأنه جيش لا يقهر".
ولفت فضل الله، خلال خطبتي صلاة الجمعة في حارة حريك، الى أن "الأمة الواعية هي التي تعتز بمن حرروا أرضها وترفعهم على الأكف وتحفظ لهم جميلهم وترد عنهم كل من يريد بهم سوءاً، ولا تقف عند ذلك بل تحميه وتراكم عليه ولا تطعن فيه، لا سيما في مواجهة عدو لا يزال يتربص بهذا البلد براً وبحراً وجواً ويتهدد ثرواته في وقت يجري المناورات على حدوده استعداداً لعدوان قادم".
ورأى فضل الله "أننا نعي جيداً هواجس بعض اللبنانيين ولا نتنكر لها، من أن يتحول سلاح المقاومة إلى غير وجهته أو أن يخل بالتوازن في هذا البلد، ولكن معالجتها لا تتم عن طريق الدعوة إلى إفقاد لبنان قوة ومنعة أثبتت جدارتها وقدرتها على حماية هذا البلد وشكلت توازن ردع مع هذا العدو، بقدر ما تتم عن طريق حوار ندعو إليه، ونراه إن حصل بروحية الحرص على سيادة هذا الوطن وحمايته يساهم في إزالة هذه الهواجس".
وأوضح أن "الوضع المعيشي والحياتي بلغ حداً لا طاقة للبنانيين على تحمله بعد الارتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار في السوق السوداء، والذي بات بلا ضوابط والتصاعد المستمر في أسعار المحروقات والغاز ورغيف الخبز والتكاليف الباهظة لتوفير الكهرباء والدواء، وما بات يهدد قدرة القطاع الاستشفائي، في وقت يستمر الانسداد السياسي بعد تحول الحكومة إلى حكومة تصريف أعمال من دون أن يتوفر لها إمكانات تؤهلها للقيام بالتخفيف من حدة هذه الأزمة، فيما تستمر التجاذبات على صعيد انتخاب رئيس المجلس النيابي وهيئة المجلس والخوف من عدم الإسراع في تشكيل حكومة جديدة تقوم بالمسؤوليات الملقاة على عاتقها لإنقاذ البلد".
ودعا فضل الله، إلى "ضرورة معالجة الوضع والإسراع في إنجاز الاستحقاقات القادمة وإزالة أية عراقيل سياسية أو غير سياسية من أمامها، فالمرحلة لا تتحمل الفراغ وليست مرحلة لي الأذرع أو عض الأصابع أو مرحلة مناكفات وصراعات وتسجيل نقاط، بقدر ما هي مرحلة إنقاذ شعب لم يعد قادراً على التحمل وبلد يتداعى وينهار، ولن تقف تداعيات ما يحصل على الصعيد الاجتماعي بل ستتعدى ذلك إلى الأمن الذي يخشى من اضطرابه وفقدانه".