أكد نقيب مُحرّري الصحافة اللبنانية جوزيف القصيفي أنّ "الشعب الفلسطيني هو الوحيد الذي يستطيع صنع التغيير بمُواجهة الاحتلال الإسرائيلي، والصحافي يستطيع بعدسته وقلمه، إيصال الصوت والصورة إلى أبعد الحدود، ليهز الضمير العالمي، لهذا فإنّ الاحتلال يستهدف الإعلام الفلسطيني الرسمي الذي يتكامل مع الإعلام الفلسطيني الخاص، لأنّه إعلام مُلتزم بالقضية الفلسطينية".
ورأى في حديث مع تلفزيون "فلسطين"، أنّ "الاحتلال الإسرائيلي تعمّد إعدام الصحافية شيرين أبو عاقلة، وارتكب هذه الجريمة عن سابق إصرار وتصميم، لأنّهم ضاقوا ذرعاً بنقلها للحقائق، بعدما وجدوا أنّها الشاهدة الحيّة، فأرادوا أنْ يجعلوا منها شهيدة حيّة".
وأشار إلى أنّ "شبح الضحية المظلومة يُخيف القاتل، وشيرين كانت ضحية، وردّ الفعل الإسرائيلي لحظة التشييع، لم يكن إنسانياً، فكان ردّاً يُؤكد أنّ صوت الضحية يضج في أعمال من أقدم على هذه الجريمة، ولم ترق للإسرائيلي أعلى تجليات الوحدة الوطنية الفلسطينية، في التشييع المُشترك، الإسلامي - المسيحي. وعندما استشهدت شيرين كُفِّنَتْ بالعلم الفلسطيني على الطريقة الإسلامية، ومن ثم نُقِلَ جثمانها إلى محمل وتابوت حسب الطريقة المسيحية، وتشارك الفلسطينيون من مسيحيين ومُسلمين في التشييع، بالهتافات والتكبير والصلوات، وكانوا كلّهم قلباً واحداً، وإرادة واحدة عبّرت عن الغضب الكبير لهذه الجريمة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي".
وأوضح القصيفي أنّه "على الرغم من أنّ القرارات الدولية واضحة، لكن الاحتلال الإسرائيلي لم يحترم هذه القرارات، لأنّها مزروعة بقرار دولي في العالم العربي مُنذ "وعد بلفور"، فتضافرت جهود بريطانيا وفرنسا والولايات المُتّحدة الأميركية، فأصبحت موجودة بقوّة القرار الدولي، الذي تمثّل بعضويتها في الأُمم المُتّحدة، ولم تنفّذ إسرائيل القرارات الدولية، فالرهان سيبقى فقط على الشعب الفلسطيني، الذي هو الوحيد الذي يستطيع صنع التغيير".
وذكر "أننا نستطيع على مُستوى الجمعيات وضع الحقائق أمام هذه المجموعات لعرضها لشعوب العالم، كي تبقى فلسطين حاضرة بين الشعوب، حتى تحين لحظة ما يستطيع العالم أنْ يُشكّل ضغطاً على الاحتلال الإسرائيلي، لكن يبقى الرهان على الشعب الفلسطيني".
ولفت القصيفي إلى "أننا على تنسيق دائم ويومي مع نقابة الصحافيين الفلسطينيين، والصديق النقيب ناصر أبو بكر، ودائماً نتحدّث حول دعم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني في دولته المُستقبلة، وحق الشعب الفلسطيني في الشتات العودة لوطنه، ونطرح آليات موُاجهة الكذب الإسرائيلي، ومُحاولة تحوير الحقائق، وتصوير الكيان العبري نفسه على أنّه الضحية والمُستهدف بالإرهاب، علماً بأنّ هذا الكيان قام على الاغتصاب والعنف لإقامة دولته".
واعتبر أنه "من الطبيعي أنْ نجد الاحتلال الإسرائيلي يرتكب يومياً شتى الطرق لإرهاب الفلسطيني عموماً والصحافيين الفلسطينيين والدوليين الذين ينقلون الحقائق على الأرض"، لافتاً إلى أنّ "استشهاد شيرين أبو عاقلة، سبقته سلسلة من الاغتيالات وأعمال العنف التي استهدفت الإعلاميين والصحافيين، ومنهم العديد من الشهداء والجرحى، فهذا نهج طبيعي للاحتلال، وكل صحافي فلسطيني يتحرّك على الأرض هو مشروع شهيد أو معوق أو جريح أو سجين".
ورأى القصيفي أنّ "الصحافي يستطيع بعدسته وقلمه إيصال الصوت إلى أبعد الحدود ليهز الضمير العالمي، والاحتلال لا يميّز بين إعلام رسمي وخاص، فالإعلام الرسمي والخاص مُلتزمون بالقضية الفلسطينية، لذلك الإعلام الفلسطيني الرسمي هو عرض للاستهداف من تل أبيب، كونه يتكامل مع الإعلام الخاص الفلسطيني في مُواجهة الاحتلال".
وأوضح "أنّنا كأعضاء في نقابة الصحافيين العرب والصحافيين الدوليين، على تواصل دائم مع كثير من الهيئات العربية والدولية، ولنا إطلالات على الصحافيين اللبنانيين في الخارج، ونتشاور في جميع الموضوعات، وجميعاً نُدافع عن القضية الفلسطينية وما تتعرّض له من تشويه، وتطويق على يد سلطات الاحتلال الإسرائيلي، ونتداول في ما يتعرّض له زملاؤنا في فلسطين، فعلينا جميعاً أنْ نتكاتف".
وأكد القصيفي أنّ "ما تقوم به إسرائيل أمر مرفوض، ومنافٍ للقوانين الدولية والإنسانية وجميع الشرائع الدينية والأخلاقية والقانونية، وهو أمر بات واضحاً، لم يعد بإمكان سلطات الاحتلال تبرير جرائمها بحق الفلسطينيين والإعلاميين، والرأي العالمي يقرأ ويُشاهد ما يُحدِث من جرائم في الأراضي المُحتلة، والهيئات الأُممية، وإنْ كانت على علاقة ضمنية أو تتأثّر بالحركة الصهيونية، لن تستطيع أنْ تُخفّف من وطأة ما حصل وما يحصل".
وخلص القصيفي إلى أنّ "الإعلام اللبناني يتفاعل مع الأحداث التي تحدث في فلسطين المُحتلة، وهناك التزام بُنصرة الشعب الفلسطيني في مُواجهة الاحتلال الإسرائيلي، ولمُعاناة الشعب الفلسطيني حيزاً واسعاً في الإعلام اللبناني".