أكّد النّائب طوني فرنجية، أنّ "علاقتنا مع النّائب الياس بوصعب وديّة منذ فترة طويلة، وحتّى في عزّ الخلاف والقطيعة بيننا وبين "التيار الوطني الحر" لم تنقطع هذه العلاقة، بل هو شخصياً بقي حريصاً على استمرار التواصل معنا وظلّ صلة وصل، وكان يسعى دائماً الى تقريب المسافات وتحقيق التفاهم".
وبيّن، في حديث إلى صحيفة "الجمهوريّة"، "أنّنا ننظر إليه على نحو مختلف عن نظرتنا الى "التيار الحر". لقد أوجَد لنفسه مساحة متمايزة. وبالتالي، فإن له مكانة مميزة عندنا"، مشيرًا إلى أنّ "من النادر ان تجد في "التيار" شخصية منفتحة وقادرة على التواصل مع الجميع مثل بوصعب، الذي يُجيد تدوير الزوايا، وأظنّ انه سيستطيع مد جسور مع النواب التغييريين".
ولفت فرنجية إلى أنّ "قرارنا بانتخاب بوصعب لنيابة رئيس مجلس النواب لم يتوقف فقط على طبيعة علاقتنا به، فهو لديه أيضاً كل الكفاءة ليتبوأ هذا المنصب، وخبرته السياسية غنية بعدما شغل بنجاح وزارتي التربية والدفاع، في حين انّ منافسه النائب غسان سكاف، ومع احترامنا له، لا نعرف شيئاً عنه وخبرته في الشأن العام محدودة".
وعمّا إذا كان انتخاب "تيار المردة" لالياس بوصعب، ينطوي على رسالة إيجابيّة حيال التيار ورئيسه النّائب جبران باسيل، أوضح "أنّني قد شرحتُ حيثيات موقفنا انطلاقاً من كَون بوصعب يمثّل حالة خاصة، اما اذا افترض البعض انّ هذا الموقف يندرج أيضاً في سياق إعطاء إشارة ايجابية لـ"التيار الحر"، بعد إفطار كسر الجليد الذي جَمع رئيس "المردة" سليمان فرنجية وباسيل برعاية الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله، فلن نعترض على هذا التفسير؛ ونحن لا نمانع في أن يفضي قرارنا بالنتيجة الى إذابة مزيد من قطع الجليد".
ونوّه إلى أنّ "إضافة إلى كل الأسباب التي أوردناها، يكفي أن زوجة بوصعب هي الفنانة الملتزمة جوليا، وهذا الأمر كفيل لوحده بأن يشجعنا على انتخابه في موقع نائب رئيس المجلس النيابي".
وعن دلالات مجريات جلسة انتخاب رئيس المجلس ونائبه، رأى أنّ "هذه الجلسة كانت ديمقراطية، على رغم فائض الفوضى الذي تخللها"، لافتاً الى ان "أفرقاء التسوية الرئاسية الشهيرة كانت لديهم مِن قَبل اكثرية مطلقة، أما الآن فإنّ حَيّز اللعبة الديمقراطية أصبح أوسع".
وضمن اطار تعزيز الدور والحضور في المجلس الجديد، كشف فرنجية عن "اتصالات تتم مع عدد من النواب المستقلين للتوافق على صيغة للتنسيق"، موضحاً انّ "هناك تكتلاً يضمّني حالياً الى النائبين فريد الخازن ووليم طوق، وتوجد مشاورات مع آخرين مثل النواب جهاد الصمد وميشال المر وكريم كبارة للاتفاق على صيغة تعاون".
ودعا الى "الخروج من الاصطفاف المنتهية صلاحيته بين 8 و 14 آذار، وتخفيف انعكاسات الاصطفاف الاقليمي على الداخل اللبناني المُنهَك، بحيث نفصل الملفات الاقتصادية والتشريعات الضرورية وغيرها من الأمور المُلحّة عن النزاعات الكبرى".