تسلمت وزارة الصحة العامة من "اليونيسف" وسفارة اليابان في لبنان مستودع المعدات واللوازم الطبية في الكرنتينا بعد إعادة تأهيله وتوسيعه إثر تعرضه لأضرار كبيرة خلال تفجير مرفأ بيروت 4 آب 2020، وذلك بتمويل من حكومة اليابان وتنفيذ من "اليونيسف" التي استهلت أعمال البناء في شهر أيار الماضي وكلفت مكتب مراقبة لضمان جودة المشروع ومستويات السلامة وتلبية مختلف المعايير القانونية والتشريعية، والمراقبة الفنية المستقلة وضمان الجودة طوال فترة البناء ومراحل.
وقد حضر حفل التسليم وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال فراس الأبيض، وسفير اليابان في لبنان تاكيشي أوكوبو، ممثل "اليونيسف" في لبنان إدوارد بيجبيدر وحشد من المعنيين. وقد استهل بجولة على أقسام المستودع الذي سيسهم في مساعدة وزارة الصحة العامة على زيادة سعة تخزين اللوازم الطبية والمواد الإستهلاكية مركزيا بنسبة 60 في المئة، خصوصا أنه يشكل أحد أكبر منشآت المعدات واللوازم الطبية في لبنان بمساحة تبلغ 1050 مترا مربعا، موزعة على طبقتين، وبقدرة تخزين تصل الى 2250 مترا مكعبا، وتتضمن معدات الحماية الشخصية والطبية واللقاحات الإستهلاكية.
كما أن المستودع يتمتع بأنظمة مكافحة الحرائق والصواعق والهزات الأرضية لضمان توفير درجات عالية من المعايير الدولية لحماية الأفراد والمعدات. وهو مجهز بمولد كهربائي للطوارئ ونظام طاقة شمسية لضمان عدم إنقطاع التيار الكهربائي.
ولفت الأبيض في كلمته، إلى أن "الشعب اللبناني في وضع غير سليم نتيجة الأزمات المتلاحقة التي يعيشها والتي ترتدي طابعا اقتصاديا في الدرجة الأولى إلى الطابع الصحي في الدرجة الثانية والذي فاقمته الجائحة فضلا عن تداعيات انفجار المرفأ الذي صنف من بين أكبر الإنفجارات العالمية غير النووية" موضحًا أن "الشعور الطاغي لدى اللبنانيين هو هذا الشعور الجامع بالخسارة الكبيرة والتي تتواصل بأشكال متعددة وصولا إلى هجرة العديد من أبناء الوطن!".
وأكد أن "الحاجة تبرز في هذا الزمن للعبور إلى مرحلة المعافاة. وقال: "ينقصنا في هذا الظلام نقاط مضيئة تساعد على استرجاع بعض الأمل"، مضيفًا: "أن من بين هذه النقاط المشروعين اللذين افتتحتهما وزارة الصحة العامة في غضون أشهر واللذين يتمثلان بإعادة تأهيل المستودعين المركزيين للأدوية والمعدات واللوازم الطبية، بدعم من اليابان واليونيسف".
وأوضح الأبيض "أن المشروعين المذكورين يعكسان إصرار وزارة الصحة العامة على أن التعافي هو المسار الذي تنتهجه للخروج من الأزمات، والمهم أن لبنان ليس وحده في هذا المسار". وقال: "إننا نجد أصدقاءنا إلى جانبنا سيما اليابان وسفيرها الذي يؤكد صداقته لبلدنا ويعبر تكرارا عن محبته له متغنيا بجماله ومزاياه على وسائل التواصل الإجتماعي، كما أن "اليونيسف" من خلال شراكتها مع وزارة الصحة العامة تواظب على تقديم الخدمات الصحية للأطفال ودعم المستشفيات". ورأى أن "لبنان ليس وحيدا، وبإذن الله ستكون محنته موقتة! ولنا في اليابان مثال على الخروج من المحنة وبناء المستقبل المشرق من خلال العمل الذي سينقل لبنان بدوره مما هو فيه إلى مستقبل أفضل!".
وكان سفير اليابان في لبنان قد لاحظ أنه "في خضم الأزمة المعقدة التي يعيشها لبنان، أثبت القطاع الصحي أنه الشريان الرئيسي للبلاد. لهذا السبب، لم توفر اليابان أي جهد في دعم المشاريع التي تهدف إلى تعزيز مرونة القطاع الطبي ورفع جهوزيته لمواجهة أي تحديات مستقبلية، سواء من خلال توفير معدات متطورة للرعاية الصحية، أو دعم جهود البناء، أو حتى تجهيز المستشفيات بالألواح الشمسية لمواجهة مشكلة إنقطاع الكهرباء المستمر". وأكد أنه "ستواصل اليابان الوقوف إلى جانب لبنان خلال هذه الأوقات العصيبة ومتابعة التعاون مع الجهات الفاعلة المحلية والدولية لمواصلة الجهود الرامية الى النهوض بالبلاد".
بدوره، قال ممثل "اليونيسف" في لبنان إدوارد بيجبيدر: "أدت تفجيرات مرفأ بيروت الى تداعيات كبيرة واضطرابات جمة أصابت نظام الرعاية الصحيّة في لبنان في الصميم. و"يونيسف" تساهم، وبفخر، بدعم لبنان في بناء وإعادة تأهيل مرافقه الطبية الرئيسية في الكرنتينا، وبينها مركز الرعاية الصحّية الأولية وسلسلة التبريد وغرف التبريد وتشييد وإعادة تأهيل المبنى الجديد لمستشفى الكرنتينا ومستودع المعدّات واللوازم الطبية. وأضاف: "أن هذه المرافق ستعزز إمكانية الوصول الى خدمات الرعاية الصحية الأساسية، ذات الجودة العالية، للفئات السكانية الضعيفة، لا سيما الأطفال، كما ستساهم في الأداء الفعال لنظام الرعاية الصحية في مختلف أنحاء البلاد".