ذكر السيد علي فضل الله، "اننا في بلد متنوع طائفيا ومذهبيا وسياسيا، ولكن هذا لا يمنع من أن نلتقي جميعا على هذه القيم الأخلاقية والمفاهيم الإنسانية التي جاءت بها الرسالات السماوية، ومشكلتنا في هذا البلد أننا حولناه إلى عصبيات طائفية ومذهبية وحزبية، كل منها يسعى إلى إلغاء الآخر تحت عناوين متنوعة، ولو استطعنا ان نجعل هذه القيم هي الحاكمة في واقعنا، لكنا وفرنا الكثير من الأزمات والانهيارات التي وصل إليها البلد ولما استحكم الفساد والرشوة والمحاصصات".
وشدد، خلال استقباله وفدا من فاعليات مدينة جبيل، على أن "غنى لبنان لا يتوقف على ثرواته المائية والنفطية والغازية فحسب، بل يمتد إلى أبعد من ذلك، إلى إنسانه الرسالي الذي يحمل هذه القيم وعلينا أن نوصلها إلى العالم لأنها تشكل أنموذجا وقدوة في قدرة الأديان والرسالات على التلاقي والتعايش، وعلى ضرورة تضافر الجهود ولا سيما في هذه المرحلة الصعبة والحساسة من تاريخ وطننا، إذ لا خيار لنا إلا الحفاظ عليه موحدا وجامعا لجميع أطيافه، بعيدا من كل الدعوات الغريبة التي تتمظهر تحت عناوين متنوعة وبراقة كالفيديرالية وغيرها من دعوات نخشى ان يكون هدفها تقوقع كل طائفه على نفسها، وهذا يفقد لبنان رسالته ودوره ويمهد لمشاريع حرب في المستقبل".
ودعا فضل الله، إلى "الحوارات الجادة والشفافة بين مختلف المكونات بعيدا من المجاملات، وتطرح فيها كل القضايا الخلافية، فنحن لا ننكر أن حق أي طائفة ان يكون لديها هواجس معينة ولكن نشدد على أن تكون هواجس حقيقية وغير مصطنعة، وبالحوار البناء والنوايا الصادقة نستطيع ان نزيل الكثير من هذه الحواجز المصطنعة والعقبات ونصل إلى القواسم المشتركة ولا سيما أن الاستحقاق الانتخابي وما رافقه من خطاب موتر ومثير للغرائز، ترك آثارا سلبية على واقعنا، لذلك نحن في حاجة إلى بلسمة الجراح وترميم العلاقات بين اللبنانيين وبناء الوطن على أسس متينة".