أشار المدير العام لوزارة الإعلام حسان فلحه، في اجتماع المجلس التنفيذي لاتحاد اذاعات الدول العربية بتونس، الى أننا "نقف هنا بعيدا عن سياسة الاحباط والوهن لنرى بكل صدق مؤسسة رائدة فاعلة تبعث على الامل و خير العمل تزيد من الثقة والعزة و حسن الدراية ومواكبة العصر الاعلامي والتقدم التقني وتضاهي المؤسسات الدولية الاخرى في الجودة والفاعلية والعطاء والنجاح والريادة، عنيت بها اتحاد اذاعات الدول العربية. عندما اراد الجميع ان يسير على دروب التفرق صمم العاملون فيها على الجمع ولم الشمل".
ولفت فلحه الى أن "الإعلام اليوم اصبح يسابق اللحظة ويصنع القرار، الاعلام اصبح سلطة مستقلة تدور في فلك التكنولوجيا، ولم يعد ولن يبقى بيد السلطة ايا كانت السلطة التى ترى فيها اطارا للتوجيه او صنع السياسات المعلبة او الجاهزة".
ورأى أن "الاعلام تغير في الوسيلة و في صياغة المضمون. والتغيير جوهري وكبير في الشكل والوظيفة . الاعلام الذي كان يحتاج الى مؤسسات ضخمة و اعداد كبيرة من الجماعات اصبح اعلاما يديره عدد قليل من الأشخاص واصبح بمكان ما، اعلام الفرد يتولاه الاذكياء واصحاب الابداع والباع في استثمار المال في المكان الصحيح".
وذكر فلحه، أن "بعض الدول العربية لجأت الى استغلال الاعلام الخاص بالباطن واستثماره على حساب تطوير الاعلام العام والرسمي، الا ان تكنولوجيا المعرفة والمعلومات تجاوزت ذلك في ظل الرتابة بالانظمة والتشريعية والقوانين التى ترعى العمل الاعلامي. من حسن الطالع ان الاجيال الشابة هي التى تمددت على مساحة العمل الاعلامي الحديث و هذا حقها وهذا مستقبلها الواعد. لقد سقط نظام التتبع والمنع والقيود الصارمة الى غير رجعة .التكنولوجيا اسقطت الحدود والقيود".
وأوضح أن "المطلوب اليوم من اعلامنا العربي الانفتاح والتطور ومواكبة العصر من خلال ثقافات حية تنمو على غنى التراث ومخزون المعرفة الهائل الذي تذخر به بلداننا و التي يمكن ان تشكل روابط تواصل شديدة الفاعلية داخل المجتمعات العربية ذاتها ومع المجتمعات الاخرى. ولكن الاعلام مسؤولية اخلاقية وانسانية قبل كل شي، يقدر ان يميز بين الحرية والمسؤولية من جهة وبين العبث والفوضى التي تكون مقصودة مدروسة في احيان كثيرة وفي اماكن متعددة".
واشار الى ان "العالم اليوم اصبح وسيصبح مشرعا بلا حدود ولا قيود الا من يملك الثقافة القوية و المتفاعلة و المتنوعة و المتعددة التى يمكن ان تؤثر وتتأثر بسرعة فائقة لتنتج انماطا وسلوكات جديدة لم تعرفها البشرية من قبل".