رأى عضو تكتل الجمهورية القوية النائب فادي كرم، أن رئيس الجمهورية ميشال عون، تقصد تأخير موعد الاستشارات النيابية الملزمة، لتمكين صهره رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل من إنجاز المساومات التي تضمن له إبقاء قبضته على السلطة التنفيذية، معتبرا بالتالي ان لعبة العهد مكشوفة للقاصي والداني، ومستمرة على حساب انقاذ البلاد والنهوض بالاقتصاد الوطني، وفي ذلك دليل على ان مبدأ العهد وتياره وحلفائه في إدارة الدولة، لم ولن يتغير، ومستمرون به على قاعدة من بعدي الطوفان.
ولفت كرم في تصريح لصحيفة الأنباء الكويتية، الى ان فريق السلطة لا يفقه أساليب الحكم الرشيد، وليس في قاموسه السياسي أساسا، سوى سياسة التسلط والتعطيل والمماطلة والتسويف، والأخطر منه، تجيير سيادة ومؤسسات ومقدرات الدولة لصالح من يفيده سياسيا وسلطويا، من هنا يعتبر كرم، ان بعبدا تريد لباسيل ان يكون الراعي الرسمي لعملية تكليف رئيس للحكومة، وان يكون بالتالي صاحب الكلمة الفصل في تحديد شكل الحكومة ومضمونها ولونها السياسي، وفي توزيع الحقائب الوزارية على ان يحتفظ لنفسه بحقيبتي الخارجية والطاقة، خصوصا ان الحكومة العتيدة ستشرف على الانتخابات الرئاسية حيث تكمن ذروة الطموحات الباسيلية، علما انه اسهل لإبليس ان يدخل الجنة، من ان يدخل الصهر قصر بعبدا رئيسا.
ولفت في سياق متصل، الى ان تكتل الجمهورية القوية لم يتخذ قراره بعد حيال اسم الرئيس العتيد للحكومة، الا ان المواصفات التي وضعها القوات لانتخاب رئيس لمجلس النواب، هي نفسها تنسحب على عملية تسمية رئيس الحكومة.
وحول ما اذا كان العمر المتبقي من العهد العوني، يستحق خوض معركة داحس والغبراء لتشكيل حكومة، أكد كرم ان المسألة مرتبطة بثقة العالم بلبنان، إذ انه عندما تتشكل حكومة ولو لأربعة أشهر من وزراء متخصصين مشهود لهم بالنزاهة والكفاءة، ومن خارج بصمات الفريق الحاكم، وتبدأ بتنفيذ الإصلاحات وبرسم مسار انقاذي لإخراج البلاد من النفق، تبدأ تلقائيا باستقطاب ثقة الخارج لاسيما ثقة صندوق النقد الدولي والدول المانحة، خصوصا ان الدورة الاقتصادية في لبنان غير معقدة، ولا تحتاج الى سنوات طويلة لعودة قطارها الى سكته السليمة والطبيعية.
وأكد ان القوات اللبنانية يسعى لتوحيد الرؤية بين الفريق الاكثري في عملية التكليف والتأليف، سيما وان تحرير لبنان من عبثية السلطة الحاكمة، يقع على عاتق هذا الفريق الذي يشكل الأكثرية السيادية في مجلس النواب، والمناهضة لسياسة العهد، وللمشروع الإيراني الذي يتولى حليفه حزب الله مهمة تنفيذه في لبنان.