ذكر البابا فرنسيس، أن "مآسي الأشهر الأخيرة، والتي تجبرنا للأسف على تحويل أنظارنا إلى شرق أوروبا، لا يجب أن تنسينا ما يجري في أرضكم منذ اثني عشر عاما: آلاف القتلى والجرحى، وملايين اللاجئين الداخليين وفي الخارج، استحالة البدء في إعادة الإعمار الضرورية، صدف أنني التقيت في أكثر من مناسبة وسمعت قصة شباب سوريٍ جاء إلى هنا، وقد أثَّرت فيَّ المأساة التي كان يحملها في داخله، لما عاشه وشاهده، وإنما أيضا نظرته التي كانت خالية من الرجاء، غير قادر على أن تحلم بمستقبل لأرضه. لا يمكننا أن نسمح بأن تزال شرارة الرجاء الأخيرة من عيون وقلوب الشباب والعائلات"، مضيفاً "انني أجدد ندائي إلى جميع الذين يشغلون مناصب مسؤولية، سواء داخل البلد أو في المجتمع الدولي، لكي يتمَّ التوصل إلى حل عادل ومنصف لمأساة سوريا".
واشار خلال لقاءه أعضاء سينودس أساقفة الكنيسة البطريركية للروم الملكيين الكاثوليك في القصر الرسولي في الفاتيكان، إلى أنكم "مدعوون لكي تسألوا أنفسكم حول الطريقة التي تقدمون بها، ككنيسة، شهادتكم البطولية نعم والسخية ولكنها تحتاج على الدوام لأن توضع في نور الله لكي تتطهر وتتجدد، وأنتم سينودس بفضل تلك الصفات التي تم الاعتراف لكم بها ككنيسة بطريركية، وبالتالي من الضروري أن تسألوا أنفسكم حول الأسلوب السينودسي لكيانكم وعملكم، بحسب ما طلبت من الكنيسة".
وأكد البابا، أنكم "محقون في قلقكم بشأن بقاء المسيحيين في الشرق الأوسط، وهو الأمر الذي أشاركم به بالكامل، ومن ناحية أخرى، كان لحضور الكنيسة البطريركية للروم الملكيين الكاثوليك بعدا عالميا لعقود: إذ توجد أبرشيات لأوستراليا وأوقيانيا، في الولايات المتحدة وكندا، في فنزويلا والأرجنتين، على سبيل المثال لا الحصر، ويوجد العديد من المؤمنين أيضا في أوروبا، على الرغم من عدم تمكنهم بعد من التجمع في أبرشياتهم الكنسية.
وتابع: "أشجعكم على ممارسة صلاحياتكم بحكمة كبيرة، أعلم أن بعض الكنائس الشرقية قد بدأت في التفكير في دور الأساقفة الفخريين وحضورهم، لا سيما الذين تجاوزوا الثمانين عاما، والذين هم عدد ثابت في بعض السينودسات، وفصل آخر يتعلق بانتخاب الأساقفة، والذين أطلب منكم أن تفكروا بذلك دائما بعناية وأن تصلوا إلى الروح القدس لكي ينيركم، وتعدوا المواد والمعلومات مسبقا وبشكل كاف عن المرشحين المختلفين، وتتخطوا منطق الحزبية والتوازن بين الرهبانيات. أحثكم - وأشكركم على الالتزام الذي ستضعونه في هذا - لكي تجعلوا وجه الكنيسة يسطع، تلك الكنيسة التي اكتسبها المسيح بدمه، بعيدا عن الانقسامات والتذمر، التي ليست إلا سبب عثرة للصغار وتبدِّد القطيع الذي أوكل إليكم".