تعليقا على اجراء ليتوانيا، العضو بالناتو والاتحاد الأوروبي، مساء الاثنين بمنع السكك الحديدية الروسية من المرور بأراضيها لشحن الفحم والمعادن والإلكترونيات وغيرها من السلع الخاضعة للعقوبات إلى منطقة كالينينغراد التابعة بين بولندا وليتوانيا لروسيا، التي لا يمكنها الوصول إليها براً إلا عبر الأراضي الليتوانية، ما أدى إلى اختناق نصف واردات المنطقة التي احتفظت بها موسكو بعد تفكك الاتحاد السوفييتي لأهميتها الاستراتيجية، رأى د. محمد سيف الدين المتخصص في شؤون الأمن القومي الروسي والعلاقات الروسية-الأطلسية بأنه من الناحية السياسية فإن هذه الخطوة تؤدي الى التوتر في منطقة بحر البلطيق، وقيام ليتوانيا بهذه الخطوة صعدت الموقف وألزمت روسيا بان يكون لها اجراءات معاكسة في هذا الاطار، والأكيد بان موسكو لن تترك اقليم من اقاليمها من دون امدادات.
واشار سيف الدين في حديث الى "النشرة" الى اهمية اقليم كالينينغراد الاستراتيجية وهي تبلغ 15125 ألف كيلومتر مربع ويصل عدد سكانها إلى أكثر من 600 ألف نسمة، وهي تحوي على البحرية الروسية، كما ان كالينينغراد تمتلك الميناء الوحيد الخالي من الجليد في بحر البلطيق على مدار السنة. وقد تم استرجاعها من الالمان بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، ويمثل الاقليم قيمة استراتيجية وتاريخية واقتصادية هامة لموسكو".
ولفت الى ان "اختراق القانون الدولي خطوة تؤدي الى انتقال الازمة من اوكرانيا الى بحر البلطيق، لا سيما وان خطوة ليتوانيا مخالفة للاتفاقيات مع الاتحاد الاوروبي عام 2002 والتي تعطي روسيا الحقّ بالعبور، كما انها مخالفة لاتفاقية الشراكة بين روسيا والاتحاد الاوروبي عام 1994، ومخالفة لقانون التراب الوطني للدول".
ووضع سيف الدين الخطوة في إطار المزيد من الضغط على روسيا، وإستعمالها ورقة ضغط اضافية على طاولة التسوية، لان الدول الغربية استنفدت أوراق الضغط ضد روسيا بالعقوبات ولم يبقَ لدى الاوروبيين اوراق كثيرة لمرحلة التفاوض. مؤكدا بانه لن يكون هناك مواجهة عسكرية، لان روسيا لا تريدها والدولة في منطقة البلطيق لا تستطيع الحرب. واردف بان "الآلة العسكرية الروسية تعمل في منطقة محدّدة في اوكرانيا ولاهداف محددة ومنها ارادة الشعوب في شرق اوكرانيا ووحدة العرق والتاريخ المشترك، وهي ليست قضية موقف سياسي وغزو من دولة لدولة".