أبدت خارجية الولايات المتّحدة "خيبة أملها" لعدم إحراز "أيّ تقدّم" في المفاوضات غير المباشرة التي جرت بينها وبين إيران منذ الثلاثاء في العاصمة القطرية بهدف إحياء الاتفاق الذي أبرم في 2015 في فيينا حول البرنامج النووي الإيراني.
واوضح متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إنّ "المحادثات غير المباشرة في الدوحة انتهت" و"نشعر بخيبة أمل لأنّ إيران رفضت، مرة أخرى، الاستجابة بشكل إيجابي لمبادرة الاتّحاد الأوروبي، وبالتالي لم يتمّ إحراز أيّ تقدم".
وأضاف أنّ المحادثات فشلت لأنّ "إيران أثارت نقاطاً لا علاقة لها بخطة العمل الشاملة المشتركة (الاسم الرسمي لاتفاق 2015) وهي لا تبدو مستعدّة لاتخاذ القرار الجوهري بشأن ما إذا كانت تريد إحياء الاتفاق أم دفنه".
وأتى تصريح المتحدّث الأميركي بعيد إعلان منسّق الاتحاد الأوروبي في المفاوضات مع إيران إنريكي مورا أنّ محادثات الدوحة لم تسفر عن "التقدّم" الذي يأمله الاتحاد.
وكتب مورا في تغريدة على تويتر أرفقها بصورة له خلال لقاء مع كبير مفاوضي الجمهورية الإسلامية علي باقري "يومان مكثفان من المحادثات غير المباشرة في الدوحة".
وأضاف "لسوء الحظ، لم تؤد بعد للتقدم الذي كان يأمله فريق الاتحاد الأوروبي. سنواصل العمل بإلحاح أكبر لإعادة الاتفاق الذي يخدم منع الانتشار النووي والاستقرار الاقليمي لمساره".
وكانت طهران أفادت في وقت سابق بأنّ المحادثات غير المباشرة التي بدأت الثلاثاء ستستمرّ ليومين.
وانسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق حول الملف النووي الإيراني في عهد رئيسها السابق دونالد ترامب وأعادت فرض عقوبات اقتصادية على طهران. وردّت إيران ببدء التراجع عن كثير من التزاماتها الأساسية، أبرزها مستويات تخصيب اليورانيوم.
وتسعى إدارة الرئيس جو بايدن للعودة الى الاتفاق، معتبرة أنّ هذا المسار هو الأفضل مع الجمهورية الاسلامية رغم إعرابها عن تشاؤم متنام في الأسابيع الأخيرة.
وفي فيينا، حققت المفاوضات تقدما جعل المعنيين قريبين من إنجاز اتفاق، إلا أنّها وصلت الى طريق مسدود منذ آذار مع تبقّي نقاط تباين بين طهران وواشنطن، خصوصا في ما يتعلق بمطلب طهران رفع اسم الحرس الثوري الإيراني من قائمة "المنظمات الإرهابية الأجنبية" التي تعتمدها واشنطن.
وجدّدت إيران أيضا المطالبة بضمانات أميركية لعدم تكرر انسحاب واشنطن من الاتفاق.
وتقول إدارة بايدن إنّ شطب الحرس الثوري من القائمة السوداء، وهي خطوة من المؤكد أنها ستغضب الكثير من أعضاء الكونغرس، تقع خارج نطاق المحادثات لإحياء الاتفاق النووي.
وبحسب المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي بيتر ستانو، فإنّ المحادثات في الدوحة ليست بديلا عن مفاوضات فيينا، بل تهدف إلى حل المسائل العالقة بين الولايات المتحدة وإيران للسماح بالتقدم في المحادثات الأخرى مع الدول الكبرى.
وجرت المحادثات غير المباشرة في الدوحة مع وفد أميركي برئاسة المبعوث الأميركي الخاص لإيران روبرت مالي، وحصلت قبل زيارة مرتقبة لبايدن إلى السعودية منتصف الشهر المقبل.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية أعلنت في وقت سابق الأربعاء "نحن على استعداد لإبرام وتنفيذ الاتفاق الذي تفاوضنا عليه في فيينا على الفور من أجل العودة المتبادلة إلى التنفيذ الكامل لخطة العمل الشاملة المشتركة".
لكن من أجل ذلك، "تحتاج إيران إلى أن تقرر التخلي عن مطالبها الإضافية التي تتجاوز خطة العمل الشاملة المشتركة"، أي الاتفاق النووي.
وكان مسؤولون إيرانيون أعلنوا في وقت سابق أنهم يأملون في إحراز تقدم في قطر.
وقال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي بهادري جهرمي "نأمل بالتوصل إلى اتفاق إيجابي ومقبول في حال تخلت الولايات المتحدة عن أسلوب ترامب الذي لم يكن متوافقا مع القانون الدولي".
ونقلت وكالة الانباء الإيرانية "ارنا" عن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان قوله الثلاثاء في العاصمة التركمانستانية عشق اباد "نحن جادون ولن نتجاوز خطوطنا الحمراء بأي شكل من الأشكال".
وبحسب الوزير الإيراني فإنه "إذا كانت لدى الجانب الأميركي نوايا جادة وتحلى بالواقعية، فهناك اتفاق في متناول اليد في هذه المرحلة وفي هذه الجولة من المفاوضات على مستوى السياسة".