تبنى الأمين العام للإتحاد المسيحي اللبناني المشرقي المحامي فرنسوا العلم، في بيان، الكلام الواضح الذي أطلقه الأب كميل مبارك حول الموقف من السياسة الأميركية المتبعة حيال المسيحيين في لبنان. وأوضح أن "النهج الذي اتبعته الولايات المتحدة حيال المسيحيين ووجودهم ودورهم الرئيسي في لبنان تجاوز كل الخطوط المتعارف عليها في الأداء السياسي ما يجعلهم في خانة الأعداء، وهو ما عبر عنه الأب مبارك في إطلالته الإعلامية الأخيرة عازيا الموقف الأميركي من لبنان وفرض حصارهم عليه بمنعه من امدادات الفيول والغاز لمعامل الكهرباء بأنه "عمل عدائي" ضد اللبنانينن".
ولفت إلى أنه "وإن كان لبنان عموماً هو المتضرر من السياسة الأميركية تجاهه، إلا أن هذا الموقف قد استفحل منذ تلمس الأميركيين سياسة الرئيس ميشال عون غير المحابية لهم، بعد ان كانوا بدأو يشعرون أنهم يسيطرون على القرار المسيحي لدى الرئيس السابق، كذلك لدى البطريركية المارونية ورأسها الذي أصدر عبر مطرانية بيروت قراراً بمنع الأب مبارك من الظهور في الإعلام لأنه نطق بالحق في وجه سلطة كنسية حمت الفاسدين ودافعت عنهم وهي تنفذ بالحرف ما يطلبه "العدو" الأميركي الذي عمل ويعمل منذ فترة طويلة على إضعاف الوجود المسيحي في لبنان تمهيدا لتشتيتهم في العالم".
وأشار العلم إلى أن "البطريركية المارونية لم يهمها حملات الترويج لـ"المثلية الجنسية" التي حرمها الدين المسيحي، في الوقت الذي استفزها "هجوم" الأب مبارك على الولايات المتحدة الأميركية ووصفها بـ"العدو"، في حين أن دور رأس الكنيسة المارونية ينسجم أكثر مع التصدي للدعوات المخالفة للمسيحية وتعاليمها حفظا للمسيحية والمجتمع والعائلة التي هي من المقدسات".
وأكد أن "مواقف الأب مبارك يجب أن تكون مواقف كل المسيحيين من دون استثناء لما تشكله من عناوين حفظ الوجود المسيحي في لبنان، ودورهم الريادي في الدفاع عن المسيحية في العالم وابراز الوجه الحقيقي لها، لا سيما في ظل الصراع المتجدد بين الشرق الذي ننتمي إليه، والغرب الذي يشوّه بصورة أو بأخرى المسيحية وتعاليمها ويوظفها في مشاريع السيطرة على الثروات"، معتبرًا أن "مواقف الأب مبارك هي وسام على صدر كل مقاوم مسيحي شريف، وهي لا تخرج عن كونها تعبيرا حقيقيا عن مقاومة مسيحية حقيقية يدعيها البعض ويلبس لبوسها ويلبسها أثوابا في خدمة مشاريع سياسية لا تمت إلى المسيحية أو المسيحيين بوجه من الوجوه".