ذكر البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، خلال القداس الالهي من الديمان، أنّ "المسيحي الذي يتعاطى الشأن السياسي مدعو أن يمارس مسؤوليته بروح الخدمة، وأن يؤدي الشهادة للقيم الإنجيلية، وليحترم كل مواطن كشخص بشريّ، له قدسيته وكرامته ومصيره، ويعمل على انماء هذا الشخص، كما أنه مدعو للتصدى إلى الاغراءات واللجوء إلى المناورات الخسيسة واستعمال أساليب غير شرعية للوصول إلى السلطة".
ولفت إلى "اننا نطالب المسؤولين السياسيين تأليف حكومة جديدة بأسرع وقت ممكن، نريدها حكومة كما ينتظرها الشعب، جامعة من خلال خطها الوطني وجديتها وضمان استمرار الشرعية، نطالب بإلحال بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، قبل موعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية الحالي بمدة شهر، وينتظر الشعب اللبناني أن يكون واعدًا ينتشل لبنان من القعر".
وأشار الراعي إلى أنّ "انسحاب لبنان من محيطه حوّله جزيرة معزولة، في ما كنا دولة ونخبًا في الأمم، واليوم بحكم انحياز جهات إلى محاور المنطقة، أصبح لبنان يتأثر أكثر من غيره، بالاحداث التي تجري"، معتبرًا انه "لا بد أن يتسعيد لبنان طبيعته أي حياده الايجابي الناشط، الذي هو المدخل الرئيسي للاستقرار، ونحن من موقعنا التاريخي، نضع كل امكانياتنا وعلاقاتنا لمساعدة اللبنانيين لتأليف الحكومة وتجاوز الصعاب وانتخاب رئيس".
ورأى أنّ "التأخير في تأليف حكومة أصبح قاعدة في لبنان، لذا لسنا في وارد الخضوع للأمر الواقع، ولن نوفر جهدًا داخليًا وعربيًا، لانقاذ لبنان"، موضحًا "اننا لن نترك لبنان يضيع"، مؤكدًا "اننا لا نستطيع ككنيسة أن نأخذ موقف المسؤولين من الشعب، ونحن لا نُغمض أعيننا عن مآسيهم وفقرهم وهجرتهم، ولا نصم أذاننا عن أنين المرضى والموجعين، إننا ندد بلا مبالاة المسؤولين عندنا، وتسجيلهم نقاط على بعضهم البعض".
وأشار إلى أنها "لجريمة كبرى أن تطغى لعبة المصالح الخاصة على مصلحة الدولة والشعب"، لافتًا إلى أنّ "بعض المسؤولين يتصرفون وكأن الحالة اللبنانية تسمح بترف الشروط والشروط المضادة، حيث ندخل في المجهول، وما يزيد النقمة أن هؤلاء المسؤولين يعرفون الواقع، ويرتكبون ذنبًا بحق المواطن، ونتساءل لماذا تتفق الجماعة الحاكمة على تحميل الشعب الضرائب ولا تتفق على تحمل المسؤولية"، معتبرًا أنه "يحتجز هؤلاء أموال الشعب داخل المصارف، والمتبقي منها خارج المصارف"، لافتًا إلى أنه "متى ستكفون عن التضحية بالشعب والوطن، من أجل مناصبكم".