ركّز مجلس محافظة بيروت في "حركة الناصريين المستقلين - المرابطون"، على أنّ "ما يُطرح اليوم وبشكل جدّي، مشروع تقسيم بلدية بيروت إلى بلديّتين، من قِبل نوّاب بيروت في "القوات اللبنانية"، يؤكّد المؤكّد أنّ مدرسة "القوّات اللّبنانيّة" ومديرها المدعو سمير جعجع، تختزن في عمقها البنيوي التطرّف والتعصّب الطّائفي، وهذا ما يفسّر مسارها السّياسي وتاريخها الدّموي التّقسيمي، الّذي كان يتعارض مع كلّ الأحزاب والقوى والتيّارات الوطنيّة؛ الّتي كانت تدعو دائمًا إلى لُحمة الوطن اللّبناني".
ولفت في بيان، بعد اجتماع استثنائي عقده، إلى أنّ "هذه "القوّات اللّبنانية" ومديرها جعجع لم تكن يومًا إلّا أداةً من أدوات الفتنة والتّخريب، الّتي تُستخدم من قِبل كلّ من لديه مشروع إضعاف لبنان عبر تقسيمه وتفتيته، فكانوا دائمًا المنفّذين لمسارات الكانتونات غبّ الطلب، وتاريخهم يشهد".
وأشار المجلس إلى أنّ "الطّروحات الإعلاميّة الّتي سمعناها من نوّاب بيروت في "القوّات اللّبنانيّة"، عن بلديّة في بيروت الشّرقيّة وبلديّة في بيروت الغربيّة، تعيدنا إلى أيّام خطوط التّماس، الّتي كانت عصابات القوّات حريصة على استمرارها، لأنّها كانت مصدر قوّتها السّياسيّة والماليّة".
ورأى أنّ "التّركيز على إعادة إذكاء الغرائز الطّائفيّة، كما شاهدنا بطروحاتهم الانتخابيّة في المناطق اللّبنانيّة كافّة، يحقّق أحلام اليقظة للمدعو سمير جعجع بالوصول إلى تمثيل أهلنا المسيحيّين ليصبح رئيسًا للجمهوريّة"، مؤكّدًا أنّ "جعجع بسجلّه العدّلي وما يحتوي من جرائم بحقّ اللّبنانيّين كافّة، يمنعه من أن يكون رئيسًا للجمهوريّة، لا بل يمنعه من إقامة أيّ كانتون تقسيمي على جغرافيّة الوطن اللّبناني، ويبقى له ملاذ واحد وأخير هو موقعه الطبّيعي في الزّنزانة؛ الّذي خرج منها بعفو مزيّف في غفلة من الزّمن".
كما دعا كلّ الحريصين على وحدة الوطن اللّبناني، إلى "مواجهة هذا المشروع الأخطر في تاريخ الوطن، لتقسيم عاصمة لبنان، لا بل سيّدة العواصم العربيّة بيروت إلى جغرافيّتَين، جغرافيّة مسيحيّة وجغرافيّة إسلاميّة، تحت مبرّرات الخدمات الاجتماعيّة والماليّة وغيرها من الطّروحات التّنمويّة؛ كلام حقّ يراد به باطل".
وشدّد المجلس على أنّ "التّدمير الممنهَج من انفجار بيروت، إلى ما يطرحه اليوم نوّاب "القوّات اللّبنانيّة" بتقسيم بيروت إلى بلديّتين، هو مشروع واحد، لا يستهدف بيروت فقط، وإنّما يستهدف كلّ وجوديّة الوطن اللّبناني"، مبيّنًا أنّ "بيروت ستبقى رغم كلّ مشاريع التعصّب والتطرّف الدّيني واحدة موحّدة، وستنتصر على التّقسيميّين وقوّات الفتنة، كما انتصرت في تاريخها على كلّ من يحاول أن يقسّم ويفتّت وطننا لبنان".