ركّزت صحيفة "الأخبار" على أنّ "المؤسسة الأمنية والعسكرية في إسرائيل لم تكن في حالة دهشة مما حصل السبت. التقديرات الاستخباراتية لدى العدو كانت تشير بقوة إلى عمل ما يحضر له حزب الله. ربما لم يُفاجأ العدو بالرسالة، لكن السؤال الرئيس كان حول حجم الرسالة وأدواتها وتوقيتها".

ولفتت إلى أنّ "العدو يقرأ جيداً عقل حزب الله، لكنه يخطئ أحياناً عندما يستمع إلى تقديرات بأن الحزب مقيّد لأسباب، منها ما هو داخلي في لبنان ومنها ما يتعلق بثمن المواجهة. ومع ذلك فإن "العاقلين" في مؤسسات العدو يعرفون جيداً أن خطوة حزب الله مهّد لها علناً قبل أسابيع، عندما حدّد الأمين العام للحزب السيّد حسن نصر الله الوجهة بالقول: "إن الهدف هو منع العدو من المباشرة بنشاط استخراج النفط والغاز من حقل كاريش، وعلى العدو أن ينتظر نتيجة المفاوضات، ونحن نملك القدرات لمنعه من العمل في حقل كاريش. على السفينة أن لا تتورط في العدوان على لبنان، ويكفي أن نرسل فوقها مسيّرات حتى تعرف ما الذي يجري الحديث عنه".

وذكرت "الأخبار" أنّ "المقاومة أكّدت التزامها الموقف الرسمي لناحية المناطق الاقتصادية في البحر. لكنها قالت صراحة إنه في حال ناور العدو ولجأ إلى الاعتداء على حقوق لبنان، ولم تبادر الدولة اللبنانية إلى إجراءات ردعية واضحة وفعالة، فهي ستبادر إلى ردود تتناسب مع الاعتداءات الإسرائيلية لوقفها وردعها وضمان حقوق لبنان".

وشدّدت على أنّ "بعيداً من أجواء الهبل التي تسود جماعة أميركا وإسرائيل والسعودية في لبنان، فإن كل من هم في موقع القرار، داخل الحكم أو خارجه، في لبنان وخارجه، حتى داخل العدو، يعرف أن المقاومة تتصرف بواقعية وهي ستقوم بالرد المتناسب، ولن يتمكّن العدو من استدراجها إلى أي فخ ينصبه، وهي في الوقت نفسه تتصرف في مثل هذه الحالات على أساس التقدير الأسوأ". وبيّنت "أنّنا الآن أمام جولة جديدة من المفاوضات بوساطة أميركية، فيما الإيجابية التي حملتها الجولة الأخيرة من التفاوض وما نقله الأميركيون، ينحصر عملياً في أن "إسرائيل ترحب بالتنازل اللبناني عن الخط 29، وتبدي استعدادها للعودة إلى مفاوضات الناقورة".

وأوضحت أنّ "هذا لا يلغي الأجوبة السلبية بعدم إقرار إسرائيل بأن الخط 23 هو خط نهائي، وبأن حقل قانا يتبع بكل ما فيه للبنان. إضافة إلى أن الأميركيين والأوروبيين لم يتطرقوا بعد إلى حاجة لبنان الواضحة لالتزام المجموعة الدولية بمباشرة الشركات العالمية العمل في الحقول اللبنانية وعدم انتظار التسويات الكبرى، وأنه في هذه الحالة ستلتزم المقاومة منع العدو من العمل قبل ضمان حقوق لبنان، ليس في الحدود فقط بل في مباشرة العمل على استخراج الطاقة من هذه المناطق".

المقاومة تتجاوز رهان القيود وتفتح الباب على المفاجآت

أكّدت "الأخبار" أنّ "إرسال ثلاث طائرات مسيّرة غير مسلحة في اتجاه حقل كاريش، على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، ليس حدثاً آنياً ينتهي مع نهاية الحدث نفسه، ولا يشبه أياً من العمليات التي نفّذها حزب الله ضد العدو في السنوات القليلة الماضية، سواء في ما يتعلق بالدافع، أو بالظرف المرافق، أو بالغاية النهائية منه".

ورأت أنّ "عبارة "وصلت الرسالة"، كما وردت في بيان حزب الله الذي تبنّى فيه إرسال الطائرات الثلاث، تختصر التحليلات. لكن ما هي الرسالة، وما هو موجبها، وإلى أين تريد أن تصل؟ أكثر من سؤال بات مطروحاً على طاولة البحث في واشنطن وتل أبيب، عن أصل الحدث وعن رسائله. من الواضح للجميع الارتقاء في رسائل حزب الله، من الموقف السياسي المعلن والحازم إلى خطوات عملية ولو بالحدّ الأدنى".

وفسّرت "الأخبار" أنّ "كذلك، يبدو أن ما فرض هذه الخطوة التصعيدية، المحدودة، هو مسار مفاوضات الترسيم برعاية "الوسيط" الأميركي، الذي باتت تل أبيب وواشنطن فيه رهينتين للحسابات الخاطئة ولأطماع زادت عن حدها. ويمكن التقدير أن مسار المفاوضات ونتائجها الآنية، أو تلك التي يدفع باتجاهها العدو و"الوسيط"، لم تعد تسمح لحزب الله بالامتناع عن إرسال رسائل تحذير، عملية هذه المرة، كي يكف الجانبان، الإسرائيلي والأميركي، عن الحسابات الخاطئة التي قد تقود - بل تقود - إلى خيارات متطرفة".

من الغواصة إلى الروبوت... وأسراب المسيّرات

أشارت صحيفة "الأخبار" إلى أنّ "الإسرائيليين لا يخفون تقديراتهم إزاء الإمكانات العسكرية التي يمتلكها حزب الله في الساحة البحرية، وهم في العادة ينشرون جزءاً من هذه التقديرات لأهداف مختلفة. والمؤكّد أن لدى الإسرائيليين معلومات عن جزء معتدّ به من هذه القدرات، وهي كافية بذاتها، بغض النظر عما خفي منها، أن تردع، أو تساعد في ردع، قرارات إسرائيل بالاعتداء على لبنان، وتضع حداً لها في الساحات الأخرى".

وركّزت على أنّ "قدرات حزب الله البحرية، على تواضعها عام 2006، أخرجت سلاح البحرية الإسرائيلية من الحرب في حينه. وما تراكم من قدرات، منذ 2006، ترميماً وتعاظماً، لا يقاس"، مفيدةً بأنّ "وفقاً لمنشورات عبرية، "طوّر حزب الله ثلاث قدرات في الساحة البحرية: إصابة منصات بحرية ثابتة، وضرب سفينة أو هدف بحري متحرك، إضافة إلى قدرة على الإبرار، وهو وصول القوات بحراً إلى البر عبر قوارب وزوارق إنزال مسلحة لتنفيذ مهام عملياتية".

وذكرت "الأخبار" أنّ "الآن، وفقاً للتقديرات الإسرائيلية، يحوز حزب الله منذ سنوات على صواريخ روسية الصنع من نوع "ياخونت" قادرة على استهداف أي قطعة بحرية إسرائيلية في عرض البحر، مع إصابة دقيقة وقدرة فائقة على التملص من الرادارات. إضافة إلى "ياخونت"، لدى حزب الله -وفقاً للتقديرات نفسها- صواريخ بر- بحر من أنواع مختلفة، معظمها إيراني الصنع، أو نسخات محسّنة وتلائم حاجات حزب الله العملياتية، من صناعات إيرانية وغير إيرانية".

وكشفت أنّ "بحسب منشورات عبرية، "وفقاً للتقديرات، لن يتسرّع حزب الله في إرسال مقاتلين إلى معارك مع الجيش الإسرائيلي، إذ إنه قادر على أن يتحكم عن بعد بروبوتات تحتمائية، يمكن أن تهدد السفن ومنصات الغاز". ونوّهت إلى أنّ "وفقاً لصحيفة "معاريف": "تخيّلوا لو أرسل حزب الله سرباً من 100 مسيّرة نحو ميناء حيفا. حزب الله قادر على مهاجمة أهداف استراتيجية في إسرائيل بواسطة مئات المسيرات في آن. حتى الآن خبرت إسرائيل وواجهت مسيرات معدودة أتت من سوريا أو من غزة وأيضاً من العراق ومن اليمن. لكن لم نر بعد أسراب المسيرات".

مغارة وزارة الاقتصاد: أفران مقفلة حصلت على مواد مدعومة

أوضحت "الأخبار" أنّ "الحملة التي يشنّها الوزير السابق وائل أبو فاعور بشأن "فساد الطحين"، تتزامن مع تسرّب تقرير أعدّه فرع المعلومات يتعلق بوجود كميات ضخمة من الطحين المدعوم ضبطت في المستودعات منذ شباط الماضي. تقرير الفرع يتضمن آليات النهب بالتفصيل لجهة الأسماء والكميات".

وشرحت أنّ "عصابة" تتواطأ لسرقة الطحين المدعوم لبيعه في السوق السوداء لتحقيق أرباح هائلة. هذا ما يُلمح إليه تقرير لفرع المعلومات من 12 صفحة بشأن نهب الطحين المدعوم. بحسب المعطيات، فإن التقرير يشير إلى ضبط كميات كبيرة من الطحين المدعوم مخبأة في مستودعات في الجنوب والشمال وبيروت. عمليات الضبط بدأت منذ شباط الفائت. أما الناهبون، فكانوا على دراية بأنّ البلد مقبلٌ على أزمة يمكن استغلالها لشراء كميات بالسعر المدعوم وبيعها بسعر السوق. الغريب أنّ القضاء عاود تسليم كميات كبيرة من تلك المضبوطة إلى أصحابها لأنهم عمدوا إلى تسوية وضعهم القانوني!".

وركّزت على أنّ "ما تبيّن لفرع المعلومات، هو أن توزيع الطحين على الأفران يتم بواسطة بونات تستند إلى لوائح معدّة في مديرية الحبوب والشمندر السكري وتتضمن أسماء الأفران وحصص كل منها. وتبيّن للفرع، بعد مراقبة البونات ومساراتها، أن صاحب الفرن يعمد إلى بيعها بدلاً من عجنها وخبزها. إذ إن البيع يوفّر أرباحاً أسرع من صناعة الرغيف بكلفة استهلاكية مرتفعة".

وعلمت "الأخبار" أنّ "أبو فاعور اتصل بكل من المدعي العام المالي علي إبراهيم والقاضية دورا الخازن التي تتولى التحقيق في الملف، وزوّد إبراهيم بتقرير مفصّل ليل أمس يتضمن أسماء مدراء وموظفين وسماسرة متواطئين في ملف أزمة الطحين. ويتضمن التقرير لوائح تُظهر عمليات توزيع الطحين والنهب اللاحق بها". وعلمت أيضًا أنّ "أبو فاعور ضمّن في تقريره اسم كل من شقيق وزير الاقتصاد كريم سلام ومستشاره محمد الحريري".

كما علمت الصّحيفة أنّ "التحقيقات كشفت أنّ هناك أفراناً مقفلة تمكنت من الحصول على بونات طحين مدعوم. كما تبين أنّ كميات كبيرة من الطحين المدعوم بدلاً من استخدامها في إنتاج الخُبز، تستخدم في صناعة الكرواسان والحلويات".

موناكو تحقق في أموال ميقاتي

كشفت "الأخبار" أنّ "إمارة موناكو تجري تحقيقات جديدة حول ملفات مالية تخص رئيس الحكومة نجيب نجيب ميقاتي، وتتعلق بإدخال كميات كبيرة من الأموال النقدية إلى الإمارة. علماً أن ملفاً أرسل من لبنان إلى السلطات القضائية في موناكو يتعلق بتحقيقات أخرى تجريها القاضية غادة عون".

سفارات أجنبية تساعد العملاء

أفادت "الأخبار" بأنّه "يجري التدقيق في لبنان، في احتمال حصول تعاون بين سفارات أجنبية في بيروت وبين الاستخبارات الإسرائيلية، لتسهيل حصول عملاء على تأشيرات سريعة لزيارة هذه البلدان ولقاء مشغّليهم فيها. وقد تعززت الشكوك بعدما اكتشفت السلطات الأمنية التركية أن القنصلية السويسرية في إسطنبول سهّلت لعملاء الموساد الحصول على تأشيرات لمجندين عرب. وبيّنت التحقيقات أن مشغلي العملاء يتخذون من عواصم أوروبية غربية وشرقية مقرات لعملهم. تفادياً للاتصال من تل أبيب".