رأى وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن "قرار طرد 70 موظفا بالسفارة الروسية في بلغاريا، مرتبط بضغوط واشنطن على صوفيا".
واعتبر لافروف في مؤتمر صحفي عقده الليلة الماضية، أن "هذا ليس قرارا مستقلا لرئيس الوزراء بالوكالة، الذي لديه توجه صريح تماما ولا لبس فيه مؤيد لأميركا "، موضحا أن "هذا التوجه يكمن في تدمير أسس العلاقات مع روسيا التي تم ترسيخها في النضال المشترك من أجل الاستقلال، وفي العديد من المواقف الأخرى، بما في ذلك التاريخ الحديث".
وذكر وزير الخارجية الروسي، أن "سياسة واشنطن، لا تنطبق فقط على بلغاريا، فهم يريدون تقويض الذاكرة التاريخية لشعوب أخرى في البلقان"، لافتا الى أن "السفارة الروسية في بلغاريا أصبحت غير قادرة على العمل بعد طرد صوفيا لـ70 دبلوماسيا روسيا".
وفي نهاية حزيران الفائت، أعلن رئيس الوزراء البلغاري السابق كيريل بيتكوف، طرد 70 دبلوماسيا روسيا بمزاعم الاشتباه بضلوعهم في أنشطة "تجسس". ووفقا له، فإن "معظم الدبلوماسيين عملوا لصالح أجهزة الأمن، مستخدمين أنشطتهم الدبلوماسية كغطاء".
وردا على ذلك، قدمت سفيرة ورسيا لدى بلغاريا إليونورا ميتروفانوفا، مذكرة إلى وزارة الخارجية البلغارية تطالب فيها بإلغاء قرار طرد الدبلوماسيين. وأوضحت أنه "مع الأسف، تم تجاهل طلبنا الذي قدمناه لوزارة الخارجية البلغارية. وفي هذا الصدد، أعتزم طرح مسألة إغلاق السفارة الروسية في بلغاريا على قيادة بلادي، الأمر الذي سيترتب عليه حتما، إغلاق البعثة الدبلوماسية البلغارية في موسكو". وأشارت إلى أن "المسؤولية عن المزيد من العواقب الوخيمة لهذه الخطوة تقع على عاتق السلطات البلغارية".
بدورها أكدت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، تعقيبا على قرار بلغاريا طرد 70 موظفا من السفارة الروسية، أن "ذلك تم بإيعاز من قوى خارجية"، وأضافت: "الحديث يدور عن محاولة من جانب البرلمان الذي فقد الثقة به ومجلس الوزراء البلغاري المستقيل، لتوجيه ضربة مدمرة للعلاقات مع روسيا وما تبقى من آليات الحوار الثنائي".
واعتبرت أن "ما لم يدمروه حتى الآن خلال عدة سنوات، يبدو أنهم رأوا أنه من الضروري تدميره الآن". وبحسب زاخاروفا "لم يتم هذا العمل في مصلحة بلغاريا ومواطني بلغاريا، بل تم بإيعاز من قوى خارجية". في الوقت نفسه ، تعتقد زاخاروفا أن هذه "القوى الخارجية، بذرائع واهية، تسعى إلى تأليب الدول الأوروبية ضد روسيا".
وأعلنت عدة دول أوروبية، في الآونة الأخيرة، طرد عشرات الدبلوماسيين الروس، وإغلاق بعض القنصليات الروسية؛ وذلك على خلفية العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا.
وطردت روسيا في وقت سابق، 85 موظفا من البعثات الدبلوماسية لإيطاليا وإسبانيا وفرنسا؛ ردا على طرد دبلوماسيين روس من تلك الدول.