عرض محافظ لبنان الشمالي القاضي رمزي نهرا مع ممثل منظمة اليونيسف في لبنان إدوارد بيجبدير، الأوضاع الإجتماعية والإنسانية وحماية الاطفال من العمالة والعنف المنزلي في طرابلس والشمال.
ولفت نهرا، في تصريح له، إلى أن "وضع الطفولة في لبنان عموما وطرابلس خصوصا صعب جدا وتتأثر هذه الفئة من المجتمع بالوضع العام الاقتصادي والاجتماعي والصحي، خصوصا في ظل تدهور العملة الوطنية وتدني القدرة الشرائية للمواطن، إلا أن للشمال الحصة الاكبر، لا سيما طرابلس التي تعاني الفقر والعوز والحرمان المزمن والتدهور على مختلف الاصعدة الاجتماعية والصحية والاقتصادية، فالخدمات فيها سيئة وشبه معدومة، ناهيك عن ازمة الكهرباء والمياه والبنى التحتية. وهي مدينة تعتمد بشكل كبير على الخدمات الاجتماعية التي تقدمها المنظمات الدولية والجميعات، فالدولة والبلديات تواجه صعوبات كبيرة في سد حاجات ابناء المدينة".
وأضاف: "نتمنى أن نتمكن معاً من حماية الطفل ومحاربة عمالة الأطفال والعنف الذي يتعرضون له، فيما يعيش أطفال المدينة وضعا شاذا، ولا نملك قدرة ذاتية لنقوم بهذه المهمة، لكن يمكننا معا ان نحل هذه الظاهرة. ونطلب اليكم الإهتمام والمساندة والتنسيق معنا وتفعيل التواصل والمساندة لنتمكن من حماية الطفل والطفولة ونساعد قدر الامكان، خصوصا بعد أزمة النزوح السوري الكبير التي تؤثر على الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والديمغرافية في لبنان، فنظرا للكثافة السكانية الكبيرة، نتقاسم واياهم الموارد المعيشية والحياتية من كهرباء وماء وطبابة وغيرها فيما هي في الأصل غير كافية للبنانيين".
وأكد نهرا، "أننا نجتمع اليوم لوضع تصور لما يمر به الطفل اللبناني عامة والطرابلسي خاصة، والوفد على دراية بظاهرة عمالة الأطفال التي نواجهها، فضلا عن العنف والقمع الذي يتعرضون له. لذلك، نطلب من اليونسيف المساعدة لمواجهة هذه الظاهرة غير المقبولة منا ومنكم، ولنعمل معا للحد من تفشيها. ونأمل ان نتساعد ونقدم العون للجميع، فبسبب انعدام القدرة على تلبية حاجات الأطفال نشأت هذه الظاهرة. والطفل، بطبيعة الحال، يريد العيش بكرامة، ومن حقه ان يعيش طفولته، وهذا من واجبنا ان نؤمنه له".
أما بيجبدير، فأوضح أن "اليونيسف تعمل من أجل أطفال لبنان عامة على مختلف الصعد، خصوصا على الصعيد التربوي. لذلك نحن اليوم نتحضر لاستقبال العام الدراسي المقبل ونعمل من أجل تقديم اكبر قدر ممكن من المساعدة لهم". وأضاف: "نتفهم وضع النزوح السوري ونتائجه على الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية اللبنانية ولكن هذه مشكلة يواجهها لبنان ككل. وتعمل العديد من المنظمات والجمعيات على تقليص نتائج النزوح السوري على الوضع اللبناني".
ولفت إلى "أننا نقوم كمنظمة دولية بالاهتمام بالكثير من المجالات منها المجال التربوي والصحي والاقتصادي الذي انتج ظاهرة عمالة الاطفال، ناهيك عن القمع والعنف الذي يتعرضون له. الا اننا نعمل على مشاريع تخدم الطفل. وسنعقد في الرابع عشر من الشهر الجاري جلسة استشارية لنضع تصورا دقيقا لكافة الحاجات التي تحتاجها المؤسسات لمواجهة الوضع حتى عام 2025".