لفت مفتي الجمهوريّة اللّبنانيّة الشّيخ عبد اللطيف دريان، إلى أنّ "عيد الأضحى يمرّ هذا العام وفي قلوب اللّبنانيّين غصة وألم وجرح ومعاناة اقتصاديّة ومعيشيّة واجتماعيّة وصحيّة، ولا يمكن أن تجترح الحلول والمخارج لهذه الأزمات إلّا بالإسراع بتشكيل الحكومة، والتزام روحيّة الدستور لمواجهة التحدّيات الدّاخليّة والخارجيّة الخطيرة الّتي يشهدها لبنان".
وحمّل، في كلمة إلى اللّبنانيّين بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، من مكة المكرمة، مسؤوليّة التّدهور وانهيار الوطن إلى "كلّ من يضع العقبات والعراقيل والشّروط المناقضة بوجه تشكيل الحكومة"، داعيًا إلى "صحوة ضمير لإنقاذ لبنان العربي التّاريخ والحضارة والعيش المشترك والمحبّة والتّضامن والوحدة".
وأشار المفتي دريان إلى أنّ "بعض المسؤولين اللّبنانيّين في غيبوبة، وربّما يعانون من قصور ولا يتحمّلون مسؤوليّاتهم الوطنيّة لحماية الدّولة ومؤسساتها من الأزمات الصّعبة الّتي يواجهها، والّتي تشكّل خطرًا على مستقبله ووجوده"، مركّزًا على أنّ "التّغيير الحقيقي يكون في العمل والتّعاون والتّضامن ووجود أرضيّة صلبة للإصلاح في الحياة الوطنيّة، وهذه مسؤوليّة وطنيّة جامعة، لإنقاذ ما تبقّى من مؤسّساتنا الّتي أصبحت في حالة ترهّل وضياع".
وناشد "الدّول العربيّة الشّقيقة، احتضان لبنان وإخراجه من المحاور الإقليميّة والدّولية، ليعود إلى ما كان عليه من المنعة والازدهار والتقدّم"، مشدّدًا على أنّه "لا يمكن بناء الوطن دون أن تكون هناك ثقة بين المواطن ومسؤوليه، الوطن مهدَّد من الدّاخل والخارج والشعب اللبناني في حالة ضياع وتشتّت، بسبب أوهام الغلبة والانقسامات، مثلما هو مهدّد من العدو الإسرائيلي".
كما أكّد أنّ "على المسؤولين في كلّ مواقعهم تصويب البوصلة الّتي ترشدنا إلى الخطّ الصّحيح، وهذا يتطلّب الخروج من منطق المحاصصة والمكايدة والأنانيّة المفرطة، والدّخول إلى رحاب الوطن الّذي يتّسع لجميع أبنائه بدون تمييز أو تفريق بين فئة وأخرى".
وبيّن أنّ "لبنان يستغيث وشعبه يئنّ، ممّا يعانيه من مشاكل وإهمال وحرمان، فاتّقوا الله بهذا الوطن الّذي كان بحكمة أبنائه درّة الشّرق وواحة العرب وملتقى لكلّ الخيّرين لهذا الشّرق العربي، الّذي يحمل في أكنافه عمق الرّسالات الّتي أنزلها الله لتكريم الإنسان وخدمته؛ ليكون هذا الوطن وما حوله المثل والمثال في الوحدة والتّعاون والرّحمة والمحبّة بين الناس جميعًا".