كشف نقيب المهندسين في ​طرابلس​ و​الشمال​ ​بهاء حرب​، في حديث مع صحيفة الراي الكويتية، أن في طرابلس وحدها 400 مبنى قديم جداً ومُهدَّد بالانهيار ويشكل خطراً على السلامة العامة.

وأكد النقيب "أن مسؤولية ترميم البيوت هي في الواقع مسؤولية البلدية، لكن ​بلدية طرابلس​ أرسلت عدة كتب إلى وزارتيْ الداخلية والأشغال العامة و​مديرية الآثار​ لإعلامها بخطر هذه المباني على السلامة العامة من دون أن تلقى جواباً أو تجاوباً من أيٍّ من هذه المرجعيات، ومن جهة أخرى، رَفَضَ سكان المباني المُعَرَّضة للسقوط إخلاءها تنفيذاً لقرارات البلدية، لأن لا بديل تم تأمينه لهم ولا سقف غيرها يؤويهم".

ولفت حرب الى أن "النقابة قدّمتْ كل المعونة المطلوبة للقيام بدراسة لتدعيم المباني. وكان مبلغ 30 مليون ​دولار​ قد رُصد سابقاً لتصحيح أوضاع المباني الخطرة، لكن عملية الترميم لم تُنفذ. واليوم لم يعد لهذا المبلغ قيمة تُذكر مع ​التضخم المالي​ وانهيار سعر الليرة".

نقيب مهندسي الشمال، الذي عاين المبنى المُنْهار وجواره، وَجَدَ الوضعَ مخيفاً. فالمبنى وفق قوله "لا تظهر فيه أعمدة واضحة أو أسقف متينة ولا يُعرف على أيّ أساساتٍ بني، وهو شبيه بمبانٍ قديمة كثيرة تم بناؤها منذ بدايات القرن العشرين من دون أي مراعاةٍ لقواعد البناء الحديثة، وكثيرها اليوم يحمل تشققات متعرّجة يفوق عرْضها سنتيمترين وأعمدتها متآكلة ومهترئة كما أنها تحمل التواء خطراً. وكل هذه مؤشرات على وضعها السيئ".

وأكد أنه حالياً «يتم بناء البيوت لتحتمل 200 كيلوغرام في المتر المربّع في حين تشهد هذه البيوت القديمة المتعبة كثافة سكانية عالية تشكل ثقلاً على الأرضية وتجعلها أكثر عرضة للانهيار".

وكشف أنه "في منطقة الشلفة في طرابلس، تمّ بناء 50 مبنى، وكل منها من طبقات عدة، أي ضيعة بأكملها من دون أي ترخيص من البلدية أو النقابة ومن دون تقديم خرائط واضحة ودراسات حول الحديد والخرسانة من قبل الذين بنوا هذا المجمع. وحين طلبت البلدية الدعم لهدم هذه المباني فوجئت بتعليمات للانسحاب وترك الأمور على حالها من بعض المرجعيات، فمناطق عدة في طرابلس مثل الحدادين، ​التبانة​، ​القبة​ وغيرها تعاني من حرمان كبير وغياب أي اهتمام من الدولة. ولو أن المبالغ التي خصصت للترميم صُرفت في وقتها لكنا استطعنا تجنب الكثير من المآسي".