حيّا عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم، "أبناء الجنوب واللبنانيين في الذكرى السادسة عشرة لعدوان تموز، حيث أثبتت هذه الحرب أن الإرادة الوطنية المقاومة تستطيع أن تنتصر، وأن تحفظ لهذا الوطن كرامته وعزته وسيادته مهما امتلك العدو من آلة حقد وهمجية، ولو ارتكب ما ارتكب من مجازر وجرائم لم تهتز لها ضمائر المجتمع الدولي المنحاز، والداعم الدائم للعدو الاسرائيلي الذي قام على العدوان وبغطاء المنظمة الدولية بكل مستوياتها السياسية والعسكرية والاقتصادية".
وشدد على أنه "رغم كل ذلك استطاعت مقاومة هذا الوطن بدعم شعبها أن تنتصر وتفرض معادلة للرعب والردع مع هذا العدو رغم محاولات البعض في الداخل والخارج النيل من قوة هذا الوطن وإعادته إلى زمن الضعف والوهن استجابة لاملاءات وارتباطات خارجية، تنفيذا لاجندة أصبحت معالمها وصفحاتها واضحة بعد سنوات طويلة وهدفها إخضاع لبنان ليكون في مقدمة السائرين في ركب التطبيع والانصياع، وهذا ما اسقطته دماء الشهداء الذين سطروا ملاحم المجد والبطولة على مساحة الجنوب".
وأكد هاشم، أن "استحضارنا للمحطات والايام المضيئة في تاريخ وطننا وامتنا لنستخلص العبر ونلفت الى أهمية عوامل القوة في حياة هذا الوطن بعد تجربة القوة في الضعف التي جرت على وطننا وجنوبنا بالذات الويلات والحروب والاحتلال، خاصة في هذه اللحظة التي يتخبط فيها وطننا ويتعرض لحرب اقتصادية يريد منها العدو ومن ورائه تحقيق اهداف لم يستطع اليها سبيلا في عدوان تموز".
وتابع: "وهزم جيشه الذي ادعى انه لا يقهر في زمن الجيوش العربية فانتصرت عليه ارادة شعب تشبث شبابه ونسائه واطفاله بحقوق وحدود وطنهم وثرواته وانتصروا، واسسسوا لهذا الزمن الذي يفرض علينا الاستناد الى هذه الارادة لنستعيد ارضنا في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من الغجر وغيرها من اجزاء وكذلك لنحفظ حقنا في حدودنا البحرية وثروتنا النفطية والغازية والمائية".
ولفت هاشم، إلى أنه "لأننا نمر في مرحلة دقيقة بعد أن وصلت أمور اللبنانيين الى ما وصلت اليه في ظل الانهيار الاقتصادي والمالي واصبحت ظروف الناس الاجتماعية في حالة مزرية، فلا بد من الاقلاع عن كل ما يساهم في زيادة التوتر الداخلي والابتعاد عن لغة الشحن والاثارة والتفرقة، والسعي لكل ما يجمع بين المكونات الوطنية ولتقريب وجهات النظر وصولا للمساحة المشتركة من خلال حكومة قادرة وفاعلة للبدء بالخطوات الانقاذية لاخراج اللبنانيين من هذا الواقع المزري، الذي تجاوزوه ولم يقتربوا منه حتى ابان حرب تموز رغم قساوة تداعيات واثار العدوان".
وتساءل: "هل يجوز الاستهتار بما آلت اليه أمور البلاد والعباد والتلهي بحسابات المكاسب والمناصب على حساب كرامة اللبنانيين وحياتهم وعيشهم، الذي اصبح خارج حدود الكرامة"، وأضاف: "آن الاوان ليتحرك بعض من ضمير لانقاذ بعضا من كرامة بدل انتظار الاستحقاقات لبناء أمجاد لا معنى لها بعد انهيار الهيكل على كل من في الوطن، وعندئذ يكون التعويض الكامل لعدو ينتظر انهاء لبنان بتركيبته وكل ما يعني".