يعدّ "شربل"من أكثر القديسين "ع وسع السما" إنتشاراً في العالم، ورُغم المصاعب الإقتصاديّة والصحّية نتيجة إنتشار وباء كورونا لا يزال دير مار مارون عنايا-ضريح مار شربل يعجّ بالمؤمنين طالبي الشفاعة وتكفي "صرخة" واحدة من القلب ليستجيب!.
نشر شربل نعمه في أرجاء المسكونة ولم يبخل على "جون" الطفل المولودحديثا بأعجوبة أعادته الى الحياة... تروي جويس بيروتي والدته رحلة النِعَم التي حصلت عليها عائلتها بشفاعة هذا القديس، فإبنها الذي كان يبلغ من العمر أربعين يوماً أصيب فجأة بمرض إرتفاع السكري الذي وصل الى 1300 وفي هذه الحالة يكون أيّ إنسان بحكم "الميت" فكيف إذا كان طفلا...
"إبنك بهيدي الحالة ما بينفع معو الا الصلاة والمسألة مسألة ساعات". هكذا أبلغ الطبيب جويس، التي هرعت الى مار شربل تتضرّع وتطلب المساعدة لانقاذ ابنها. تشير جويس الى أنها "في طريق العودة الى المنزل اتصل بها الطبيب وأبلغها أن السكري لدى جون انخفض من 1300 الى 900"، ومن هنا بدأت رحلة العجائب.
كان من غير الممكن أن يكون "جون" طفلاً طبيعياً لأنه استطاع النجاة فهو سيكون مصاباً بإعاقة دماغية... هذا الأمر أثّر بجويس التي أكّدت للطبيب أنّ ابنها لن يكون معاقاً، وقدّمت قدّاسًا على نية ولدها وركعت وصلت وطلبت من الله ان ينهي مسيرة العذاب التي تمرّ بها، "فإما ينقذ الطفل أو يأخذه"، اتصلت بعدها جويس بالطبيب وأبلغها أن "جون" جسده أرسل اشارة تلقّتها الوالدة على أن الله سيستجيب.
ذات يوم دخلت جويس الى غرفة العناية الفائقة لترى إبنها. رفعت الكاميرا لتلتقط معه الصور وكان مفتوح العينين. فخفّت الى الطبيب مسرعة وسألته هل يعقل أن يفتح "جون" عينيه، فأبلغها أن هذا الامر مستحيلا، فما كان منها الا أن طلبت من مشاهدة الفيديو فبدا مذهولا بالمشهد"، مؤكدا أن "هذا لا يمكن أن يحصل الا بأعجوبة".
شيئاً فشيئاً بدأت حالة جون تتحسّن وانخفض السكري ولكن رحلة العجائب مستمرّة معه، ففي احدى المرّات وبينما كانت تنظر الأم الى ابنها في المستشفى وجدت أن عينيه مختلفتان عن بعضهما البعض وعندما سألت الممرضة كان الجواب "ان السبب يعود للانابيب الكثيرة التي وضعت له ولحالته"... لم يكد ينقضي النهار حتى اتصلت صديقة جويس بها وابلغتها انها زارت أحد القديسين ولم تعرف من هو وصلّت ليشفي الطفل وفي اليوم التالي لاحظت جويس أن عيني ولدها شفيتا ولم تعرف السبب، فعادت بعدها واتصلت الصديقة وابلغتها أنّ القديس الذي زارته وطلبت الشفاء لـ"جون" كان مار نهرا شفيع الأعين.
لم تتوقّف الأعاجيب مع الطفل المحبوب سماويًّا ولا سيّما من مار شربل فتستطرد والدته أن الممرضة في احدى المرّات بقيت لفترة تحاول أن تسحب الدماء من يد الطفل من أجل الاختبار، ولم تنجح فطلبت منها التوقف عن المحاولة. وضعت زيتا مقدّسًا كانت حصلت عليه من مزار القديس شربل وطلبت منه المساعدة وفجأة تمكنت الممرضة من سحب الدماء.
خرج الطفل من المستشفى وساهم طبيبه على أن يحصل على مساعدة من الاميركيين لاجراء اختبارات على الجلطات الدماغيّة التي كان اصيب بها.
شُفِي "جون"، لم يعد مصابا بالسكري ولا بأيّ اعاقة، عاد طفلاً طبيعياً، وسط ذهول الاطباء المعالجين وهم لا يدركون كيف حصل ذلك. وهنا يشير المسؤول عن سجل العجائب في دير مار مارون عنايا الاب لويس مطر عبر "النشرة" الى أنّ "القديس شربل دخل الى عالم الطفولة بشكل خاص، "ليحملوا علامة شفائهم مدى حياتهم وليكونوا عبرة لمحيطهم ويؤثّرون به"، مشدّدا على أن "القديس شربل يعرف كيف يجترح الاعجوبة،ومن يعرف أنّه يتقدس بوجعه يعطيه القدرة على تحمّل الألم ومن يعرف أنه بشفائه يتقدّس يُشفى".