أشار البطريك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، خلال كلمة له في قداس احتفالي في بقاعكفرا، الى أننا "نصمد في لبنان بكل مفاهيمه، راهنا على إرادة اللبنانيين لتخطي المحن، ولكن لا يستطيع اللبنانيون أن يعيشوا بالأزمات والحروب بشكل دائم ولا أن تبقى أرضهم تصفية حسابات بدل تلاقي الحضارات".
وتابع: "يؤسفنا أن تواجه الشراكة الوطنية إرادة معاكسة تضرب كل ما بني بعرق الجبين ودماء الشهداء وكل ما يمثل لبنان من حضارة، فلا يحق لأي فئة أن تنصب نفسها محل جميع المرجعيات الدستورية وجميع المكونات اللبنانية وتقرر مصير لبنان، ورغم كل ذلك لم نفقد الأمل من تجاوز هذه التجارب الوجودية".
ودعا البطريرك الماروني "الجميع الى تعليق خلافاتهم وتركيز جهوزدهم على إيجاد الحلول الموضوعية والى وضع مصلحة لبنان أولا وتسهيل تأليف حكومة وانتخاب رئيس جديد للجمهورية ضمن المهل الدستورية".
ولفت الى أن "عدم تشكيل حكومة جديدة والإبقاء على حكومة تصريف الأعمال الحالية هو خيار محفوف بالخطر فالحكومة هي لتصريف الأعمال حتى لو انتقلت اليها صلاحيات رئيس الجمهورية إن حصل فراغ رئاسي لا سمح الله".
وأضاف: "كفوا أيها المسؤولون عن مخالفة الدستور وشكلوا حكومة جديدة فعالة وانتخبوا رئيس جمهورية قادر على التواصل مع جميع اللبنانيين، ليتمكن من معالجة القضايا المطروحة بما يتلاءم مع سيادة الدولة والأمن القومي والتزامات لبنان".
كلام الراعي جاء خلال إحياء رعيّة بقاعكفرا مسقط رأس مار شربل، في إطار احتفالاتها بعيد قديسها وقديس لبنان المستمرة منذ السبت 9 تموز، يوم صلاة من أجل السلام في لبنان ليلة العيد السبت 16 تموز، توّج بقدّاس احتفالي في دير مار حوشب- بقاعكفرا، مدرسة القديس شربل ترأّسه البطريرك الراعي، وبحضور فاعليات المنطقة، وعلى رأسهم النائب ستريدا جعجع والنائب السابق جوزف اسحق ورئيس اتحاد بلديات الجبة وبلدية بقاعكفرا إيلي مخلوف وعدد من الإعلاميين وحشد من المؤمنين والزوار.
وخدم الذبيحة الإلهية جوقة بقاعكفرا بقيادة الأستاذ شهيد سليمان.