ألقى الأب جوزف عبد الساتر، خلال احتفل دير مار الياس - الكنيسة في المتن الأعلى بعيد شفيع الدير، عظة تناول فيها سيرة ومسيرة القدّيس مار الياس- نبي الله وصاحب الايمان. ومما قاله: "حي هو الرب الذي انا واقف امامه" يقول ايليا. وهل نحن اليوم، أباستطاعتنا ان نردد ما جاء على لسان ايليا النبي،الذي اختبر الله الحي في حياته؟"، وتابع: "لذلك سأستقي من حياة مار الياس الحي نقاط خمس تساعدنا على ان نحمل الله في قلوبنا ونحياه شهادة في حياتنا".
وطلب أن "يضع كل واحدٍ منا ذاته مكان ايليا ويرافقني في هذا التأمل للنهوض من الازمة التي نعيشها، لانه بدون الرب لا يمكننا ان نصنع شيئا، ونعيش السلام الداخلي. اختبار ايليا مع الله اي ان نتغذى من جسد الرب. كان ايليا يحلم بخلق رعية نموذجية اي التحلي بالغيرة المقدسة ونفض غبار الخطيئة عنّا. مخطّط الله يختلف عن مخطّط ايليا اي بالطاعة لمخطّط الرب والتحلي بالطفولة الروحية للاتكال على الله. اختبار الصحراء اي بالزهد والتنقية لجهوزية القيام بما يطلبه الرب. ايليا يكتشف الله في التأمل والصلاة لان الله (الحب) يجددنا دومًا باكتشافه. على المؤمن ان يتوق دومًا الى جديد الله لان جديد الله لا يُضجر. لان المؤمن بدون صلاة يخلو من النبوءة واذا خلا من النبوءة فقد المواهبية"، وأردف: "فاجعلني يا رب انا الغير مستحق ان اكون اهلا للاتحاد بك من خلال القربان المقدس".
كما شكر الأب بعقليني المؤمنين على مشاركتهم، وحثّهم على "المحافظة على الإيمان والتصدي للأفكار الوثنية ومواجهة التحديات بالتعقل والتعاون والتضامن"، وأوضح "أننا نحتاج اليوم، أكثر من أي وقت مضى، إلى إعلان الحقيقة وعيشها في عالم تطغى عليه حالة الكذب والفساد والتسلط والغضب والشر. ساهمت تلك الشنائع بانهيار المبادئ والقيم الانسانية والاجتماعية".
وأكد أنه "يتوجب على كلّ مؤمن أن يقول الحق ويبحث عن الحقيقة التي تحييه. تلك الحقيقة التي تعطيه الامان والسلام، بالرغم من "وثنية" الانسان والشر الذي يطغى أحيانًا على تصرفاته وقلة الاخلاق التي تسوسه ". وشجّع المؤمنين على "التعلّق بقدرة الله وحنانه والاتّكال عليه، وحضّهم على الصمود والصبر أمام المحن والتجارب، ومواجهة الصعوبات من خلال التعاضد والتكافل والمثابرة على الصلاة".