أوضح الوزير السّابق سجعان قزي، أنّ "من الطّبيعي أن يكون للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي رأي في الانتخابات الرئاسية بشكل خاص، بالنّظر إلى أنّ البطريركية هي المؤسّسة الّتي وضعت حجر الأساس لكيان لبنان، وبالتّالي تشعر بأنّها معنيّة بمتابعة مسيرة هذا الكيان، لا سيّما في الظّروف الدّقيقة الّتي يعانيها لبنان".
وأشار، في حديث صحافي، إلى أنّ "لذلك، سعى البطريرك الرّاعي لإعطاء فكرة عن المواصفات الّتي يجب أن يتحلّى بها أيّ مرشّح للمنصب، بهذه المرحلة"، لافتًا إلى أنّ "في ظروف عاديّة، يمكن أن يكون أيّ شخص عنده مواصفات أن يحظى بقبول، لكن في الوضع الّذي يعيشه لبنان، يجب أن تكون هناك مواصفات درجة أولى، وعليه وضع الرّاعي الخطوط العريضة لتلك المواصفات".
وأكّد قزّي أنّ "الرّاعي حين وضع تلك المواصفات لم يفكر بمصلحة أحد غير لبنان، ولا كان يقف ضدّ مصلحة أحد، فهو يطبَّق عليه مصطلح "بيّ الكل"، لأنّه بَذَلَ جهودًا كبيرة لجمع الجهات السّياسيّة المسيحيّة في بكركي، لكنّ المصالح الحزبيّة حالت دون اللّقاء"، مبيّنًا أنّ "المواصفات الّتي وضعها الرّاعي لرئيس الجمهوريّة، لا سيّما لجهة أن يحظى بإجماع وتوافق ويطبّق الحياد لتسهيل مهمّته الإنقاذيةّ للبلاد من الوضع القائم، هي معتمَدة دوليًّا وعالميًّا، ويفترض على كلّ من يتبوّأ منصب الرّئاسة أن يتحلّى بها".
وركّز على أنّ "الموقف الّذي أعلن فيه أنّه يفضّل رئيسًا فوق الاصطفافات والأحزاب ولا يتحدّى أحدًا، أَزعج بعض رؤساء الأحزاب وبدأوا بانتقاده"، مفسّرًا أنّ "البطريرك عندما يقول إنّه يفضّل شخصًا من خارج الأحزاب ورئيسًا يتمّ التّوافق عليه، فذلك يعني أنّه إذا تمّ التّوافق على رئيس الحزب، يصبح رئيسًا توافقيًّا ولا يشكّل تحدّيًا لأحد، والعكس صحيح إذا لم يحصل شخص آخر من خارج القوى الموجودة على توافق، فإنّه يصبح رئيس تحدٍّ".
كما شدّد على أنّ "الرّاعي يرى أنّ البلاد تسير نحو مزيد من التّشنّج والتّدهور، لذلك يريد رئيسًا يتعاطى مع جميع الأفرقاء عشيّة الحلّ للقضية اللبنانية ومن خلال مؤتمر وطني برعاية دوليّة، وهما استحقاقان يفرضان اختيار رئيس قادر على الحديث مع الجميع، ويؤمن التّسويات والحلول"، مجدّدًا التّأكيد أنّ "الراعي حين يدعو لانتخاب رئيس لا يشكّل تحدّيًا لأحد، فهو لا يقصد رئيسًا بلا لون وقوّة وموقف ويقايض ويساوم، بل أن يكون قادرًا على التّعاطي مع جميع الأفرقاء انطلاقًا من الثّوابت الوطنيّة، وفي مقدّمها اتفاق الطائف والدستور والميثاق الوطني والحياد اللبناني الّذي يدعو له".
ولا يرى قزّي رابطًا بين فشل اجتماع رؤساء الأحزاب المسيحيّة الأربعة في بكركي، ومواقف الراعي، جازمًا أنّ "موقفه ثابت، فعندما تداعوا للاجتماع في عام 2016، واتّفقوا على أنه من يحوز على إجماع، ينسحب الآخرون له، بارك الرّاعي تلك الخطوة، واليوم يؤكّد بمواقفه، ما سبق أن أعلنه في عام 2016 حين يدعو لانتخاب رئيس توافقي، كي لا يفشل عهده من اليوم الأوّل".
ولفت إلى أنّ "الحرص على وحدة لبنان واستمرار العيش المشترك والانتقال إلى اللّامركزية ونظام الحياد، يتطلّب شخصيّةً تحقّق هذه الأمور وتعيد لبنان إلى محيطه العربي، وتعيد العلاقات مع دول الخليج وخصوصًا السعودية والمجتمع الدولي، بالنّظر إلى أنّ لبنان اليوم معزول، بدليل أنّه لم يشارك في قمّة جدة". وأكّد أنّه "لو كان هناك حكم في لبنان غير ملتزم بإيران وسوريا، لكان دُعِي إلى القمّة مثل العراق ومصر والأردن، خصوصًا أنّ هناك فقرة أظهرت اهتمامًا بالقضيّة اللبنانيّة".