تعود مدينة النبطية كعادتها لاحياء مراسم عاشوراء، مساء 30 تموز الجاري، بشكل طبيعي خارج قيود جائحة كورونا هذه السنة، لذلك اتشحت المدينة بالرايات السوداء وتجلل النادي الحسيني بالسواد، وبدأت المحلات التجارية والمنازل بث مجالس العزاء في قالب روحي عاشق لثورة الامام الحسين وآل بيته، وهو ما تتميز به النبطية عن غيرها من المدن اللبنانية الأخرى، لانها تسمى مدينة الامام الحسين، ومنها انطلقت الشرارة ضد الاحتلال الإسرائيلي عام 1983، عندما حاولت قافلة إسرائيلية تحدي مشاعر المحتشدين في العاشر من محرّم فهاجمها العاشورائيون واضرموا النار بسيارات الدوريّة ففر الجنود في كل حدب وصوب.
ومن المقرر ان تواكب عاشوراء في النبطية بجملة تدابير للقوى الأمنية والعسكرية، من اليوم الأول وحتى العاشر من محرم، حيث ستقام مسرحيّة "موقعة الطف" في كربلاء، ومن هذه التدابير كما علمت "النشرة" تكثيف الاجراءات في محيط النادي الحسيني، وتأمين الأمكنة لحسن سير المسيرات التي تشهدها المدينة يومي التاسع والعاشر من محرم، فضلا عن ساحة الامام الحسين، التي تقام على ارضها المسرحية ومنع سير الدراجات النارية بين الخامسة مساء والسادسة صباحا حتى إنتهاء المراسم، وعدم السماح للاجانب المقيمين في المدينة بمغادرة منازلهم بين الأوقات المذكورة، ومنع تجول السوريين ليلا والتزامهم منازلهم، والطلب الى شرطة البلديات في البلدات المجاورة للنبطية التنسيق مع القوى الأمنية لحفظ الامن والاستقرار.
وأبلغت مصادر معنيّة "النشرة" ان هناك تنسيقا بين لجنة عاشوراء برئاسة امام ومفتي النبطية آية الله الشيخ عبد الحسين صادق والقوى الأمنية في المدينة، ومع كل من حركة أمل وحزب الله لاحياء المناسبة بقدسية وروحية عالية، كما ان قيادتي الحركة والحزب عقدتا اجتماعا تنسيقيا في النبطية والجنوب لاحياء المناسبة في النوادي الحسينية الجنوبية بصورة مشتركة ورفع يافطات موحدة، وان عناصر الطرفين سيحيون المناسبة في المجلس الذي يقيمه الشيخ صادق عند التاسعة من كل ليلة في النادي الحسيني في المدينة على ان يخصّص ليلة الخامس من عاشوراء بكلمتين للحركة وللحزب فضلا عن مجلس العزاء المركزي.
ولفت المسؤول الإعلامي للنادي الحسيني في النبطية مهدي صادق، عبر "النشرة"، إلى ان عاشوراء تبدأ بالمجالس الحسينية مساء 30 الجاري بعيداً عن قيود جائحة كورونا، ولكن سنلتزم بالإجراءات المطلوبة الصحية، وقال ان "مسيرتنا ستسير بشكل طبيعي والمجلس العاشورائي سيتلوه الشيخ أحمد الدر العاملي، ومسرحية الطف ستعود لتقام على البيدر بشكلها الواسع وليس على المسرح بل على ساحة الامام الحسين، وستقدم بطريقة احترافية اكثر وبشكل ضخم لأننا نحيي السنة مئوية المسرح العاشورائي لمناسبة مرور 100 سنة على مسرح عاشوراء في النبطية، وسنقدم عرضا مسرحيا فيه الجديد على المستوى الفني".
وأضاف ان شعارنا العاشورائي هذه السنة هو "ملاذنا حسين"، ففي همومنا ومشاكلنا نلجأ الى ابي عبد الله الحسين ونتمثل سيرته وصبره واخلاقه حتى نستعين بها على مشاكل وماسي وويلات هذا الوطن ونلتمس عنده الأمان والبركة.
وتابع ان الشعائر تدخل في تاريخنا وأدبنا ونضالنا ومقاومتنا ونظرتنا للحق والباطل، فمن عاشوراء النبطية انطلقت المقاومة ضد العدو الاسرائيلي في العام 1983، هذه السنة تختلف المناسبة عن السنوات الماضية من حيث الاستقرار الامني، لكن الحذر واجب من الخلايا النائمة، ولذلك هناك ترتيبات واجراءات امنية اتخذتها القوى الأمنية بالتنسيق مع لجنة عاشوراء في النبطية، وتتضمن ضبط حركة الدخول والخروج من والى المدينة اثناء المراسم.