وصل البابا فرنسيس إلى كندا في زيارة تستمر ستة أيام، يفترض أن يجدد خلالها طلب الصفح عن دور الكنيسة في مأساة المدارس الداخلية للسكان الأصليين. وحطّت الطائرة البابوية قرابة ظهر اليوم في مطار إدمونتون في مقاطعة ألبرتا في غرب كندا. وخلال الرحلة أوضح الحبر الأعظم البالغ 85 عاما لصحافيين يرافقونه "إنها رحلة توبة".
وستخصص هذه الزيارة في المقام الأول للسكان الأصليين الذين يمثلون خمسة بالمئة من سكان كندا. وبين نهاية القرن التاسع عشر وتسعينات القرن العشرين، سجّل حوالي 150 ألف طفل من السكان الأصليين قسرا في أكثر من 130 مدرسة داخلية مدعومة من الدولة وتدير معظمها الكنيسة الكاثوليكية. وقد فصلوا عن أسرهم ولغتهم وثقافتهم وغالبا ما كانوا ضحايا لأعمال عنف، في بعض الأحيان جنسية.
ومات حوالي ستة آلاف طفل هناك في ما اعتبرته لجنة تحقيق وطنية "إبادة جماعية ثقافية"، في بلد أثار فيه اكتشاف أكثر من 1300 قبر لمجهولين في 2021 صدمة ودفع السلطات إلى إعلان "يوم مصالحة".
وتنتظر مجموعات السكان الأصليين هذه الزيارة بفارغ الصبر، على أمل أن يجدد البابا الاعتذارات التاريخية التي عبر عنها في نيسان في الفاتيكان.
والرحلة هي الأطول منذ العام 2019 للحبر الأعظم الذي يعاني آلاما في الركبة تفرض عليه التنقل متكئا على عصا أو على كرسي متحرك. ويرافق البابا فرنسيس خصوصا مسؤول الدبلوماسية في الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين.