اعتبر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أنه "إذا كانت روسيا تريد قطع إمدادات الغاز، فلن تنتظر حتى الخريف أو الشتاء للقيام بذلك، لن تسمح لنا بملء مخزوننا خلال الصيف"، لافتاً إلى أنها "ستقوم بذلك في أسرع وقت كي تتجنّب السماح بأن يكون لدينا في الشتاء مخزونات تساعدنا على الاستمرار"، وأشار إلى أن "قرار موسكو يعتمد على عوامل كثيرة، من بينها تطورات الحرب على أوكرانيا".
مع ذلك، اعتبر بوريل في حديث مع قناة "تي في إيه" التلفزيونية الإسبانية، أنه "من غير المحتمل أن يكون هناك قطع قاسٍ لإمدادات الغاز غداً، حتى إذا أعلنت موسكو بالفعل أن شحنات الغاز ستكون أكثر انخفاضاً ممّا هو متوقع"، وأوضح أنّ "روسيا تريد بيع غازها وتبحث عن عملاء بدلاً من الاتحاد الأوروبي، لأنها تعلم أننا سنستغني عن الغاز الروسي بالكامل في نهاية المطاف". وأشار إلى أن "موسكو تبني خطوط أنابيب غاز أخرى على عجل، تربطها بزبائن آخرين"، مضيفاً أن "تشغيل هذه الأنابيب سيستغرق وقتاً".
وكانت شركة "غازبروم" الروسية قد خفّضت شحنات الغاز إلى أوروبا بشكل حاد خلال الأسابيع الأخيرة، خصوصاً عبر خط أنابيب "نورد ستريم" الذي كان يعمل فقط بنسبة 20 بالمئة من طاقته الأربعاء، مبرّرة خطوتها بأعمال الصيانة اللازمة.
ويرفض الأوروبيون الأسباب التقنية وراء خفض الشحنات، متهمين موسكو باستخدام الغاز كسلاح اقتصادي وسياسي، في خضم الأزمة الاقتصادية التي تسبب بها الغزو الروسي لأوكرانيا.
ومن أجل تفادي نقص الغاز هذا الشتاء، اتفقت الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الثلاثاء على خطة تنصّ على قيام كل دولة "بكل ما هو ممكن" لتقليل استهلاكها من الغاز بحلول آذار 2023، بنسبة 15 بالمئة على الأقل مقارنة بمعدل السنوات الخمس الماضية خلال الفترة نفسها.
وشكّل الغاز الروسي حوالى 40 بالمئة من واردات الاتحاد الأوروبي حتى العام الماضي.