لفت ملك المغرب محمد السادس، إلى أنّ "بناء مغرب التقدّم والكرامة الّذي نريده، لن يتمّ إلّا بمشاركة جميع المغاربة، رجالًا ونساءً، في عمليّة التّنمية. لذا، نشدّد مرة أخرى، على ضرورة المشاركة الكاملة للمرأة المغربيّة في كلّ المجالات"، مشيرًا إلى "أنّنا قد حرصنا منذ اعتلائنا العرش، على النّهوض بوضعيّة المرأة، وفسح آفاق الارتقاء أمامها، وإعطائها المكانة الّتي تستحقّها".
ودعا، خلال خطاب إلى الأمّة بمناسبة عيد العرش، إلى "تفعيل المؤسّسات الدّستوريّة المعنيّة بحقوق الأسرة والمرأة، وتحيين الآليّات والتّشريعات الوطنيّة، للنّهوض بوضعيّتها"، مركّزًا على أنّه "على الجميع أن يفهم أنّ تمكين المرأة من حقوقها، لا يعني أنه سيكون على حساب الرّجل، ولا يعني كذلك أنه سيكون على حساب المرأة. ذلك أنّ تقدّم المغرب يبقى رهينًا بمكانة المرأة، وبمشاركتها الفاعلة في مختلف مجالات التّنمية".
وذكر الملك المغربي أنّ "بفضل تضافر جهود الدّولة والقطاعين العام والخاص، تمكّن الاقتصاد الوطني من الصّمود في وجه الأزمات والتقلّبات، وحقّق نتائج إيجابيّة في مختلف القطاعات الإنتاجيّة. لكن مرحلة الانتعاش، لم تدم طويلًا، بسبب الظّروف العالميّة الحاليّة"، مبيّنًا أنّ "هذه العوامل الخارجيّة، إضافةً إلى نتائج موسم فلاحي متواضع، قد تسبّبت في ارتفاع أسعار بعض المواد الأساسيّة، وهو مشكل تعاني منه كلّ الدّول".
وأفاد بأنّ "إدراكًا منّا لتأثير هذه الأوضاع على ظروف عيش فئات كثيرة من المواطنين، قمنا بإطلاق برنامج وطني للتّخفيف من آثار الجفاف على الفلّاحين، وعلى ساكنة العالم القروي. كما وجّهنا الحكومة لتخصيص اعتمادات مهمّة، لدعم ثمن بعض المواد الأساسيّة وضمان توفيرها بالأسواق".
وشدّد على أنّ "التزامنا بالنّهوض بالأوضاع الاقتصاديّة والاجتماعيّة، لا يعادله إلّا حرصنا المتواصل على معالجة أولويّات المغرب، على الصّعيدين الجهوي والدّولي. وفي هذا الإطار، أشدّد مرّة أخرى بأن الحدود الّتي تفرق بين الشعبين الشقيقين، المغربي والجزائري، لن تكون أبدًا حدودًا تغلق أجواء التّواصل والتفاهم بينهما، بل نريدها أن تكون جسورًا تحمل بين يديها مستقبل المغرب والجزائر، وأن تعطي المثال للشّعوب المغاربيّة الأخرى".
كما أهاب الملك السّادس بالمغاربة، "مواصلة التحلّي بقيم الأخوّة والتّضامن وحسن الجوار، الّتي تربطنا بأشقّائنا الجزائريّين، الّذين نؤكّد لهم بأنّهم سيجدون دائمًا المغرب والمغاربة إلى جانبهم، في كلّ الظّروف والأحوال. أمّا في ما يخصّ الادّعاءات الّتي تتّهم المغاربة بسبّ الجزائر والجزائريين، فإنّ من يقومون بها، بطريقة غير مسؤولة، يريدون إشعال نار الفتنة بين الشّعبين الشّقيقين".
وأكّد أنّ "ما يُقال عن العلاقات المغربيّة الجزائريّة، غير معقول ويحزّ في النّفس، ونحن لم ولن نسمح لأيّ أحد بالإساءة إلى أشقائنا وجيراننا. وبالنّسبة للشعب المغربي، فنحن حريصون على الخروج من هذا الوضع وتعزيز التّقارب والتّواصل والتّفاهم بين الشّعبين"، معلنًا "أنّنا نتطلّع للعمل مع الرئاسة الجزائرية، لأن يضع المغرب والجزائر يدًا في يد، لإقامة علاقات طبيعيّة بين شعبين شقيقين، تجمعهما روابط تاريخيّة وإنسانيّة والمصير المشترك".