أشار الأباتي هادي محفوظ الى أنه "لا شك في أننا نعيش في لبنان أزمة، بل أزمات، شديدة وثقيلة كل الثقل. هناك شهداء أحياء، بسبب الظروف جميعها، وهناك شهداء سقطوا، خصوصا شهداء انفجار المرفأ، الذين نطلب لهم الراحة الأبدية. ويجهد الكثيرون في تأمين لقمة العيش الكريم، أو نوعية عيش كريمة. المصاعب كثيرة. ولكن، الشهادة الحقيقية هي في المثابرة، ومن أخطر مخاطر الأزمات هو أن البعض يستغلون ضعف الضعيف ليتجبروا في الظلم. هؤلاء هم الذين يوجه اليهم يسوع كلامه القاسي. ومن مآسي الأزمات هي أن الضعيف يضعف أكثر، وهنا تكمن مسؤولية المقتدرين، مسؤولية إظهار الحنو والخير والطيبة والتضامن والمساعدة".
وبعد ترأسه قداس الشكر في المقر العام لرئاسة الرهبانية- دير مار انطونيوس في غزير، بعد انتخابه رئيسا عاما للرهبانية اللبنانية المارونية، بحضور ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وزير السياحة في حكومة تصريف الاعمال وليد نصار، اعتبر أن "رهبانيتنا تريد أن تكون شهادة رجاء وضياء فرح في زمن هو أكثر من أي شيء زمن أزمات واحزان، وهي تعشق أن تكون مع لبنان وفيه. نحن لا نعلم عن رهبانية في الدنيا كلها وضعت اسم بلدها في اسمها. رهبانيتنا اسمها الرهبانية اللبنانية المارونية. هذا يعبر أن لبنان هو في dna خاصتها، وان اسمه يجري في عروقها. هي تسمت بالبلدية نسبة إلى البلد لبنان وفرحت في تواجدها الأصلي في بلدان أخرى على علاقة خاصة بلبنان. حتى التواجد خارج النطاق الجغرافي لكنيستنا المارونية، كان مرافقة للبنانيين وللموارنة في ترحالهم وتغربهم عن لبنان".
أضاف: "في الأسبوع الفائت، لم يكن هناك فقط انتخابات عندنا، بل كان هناك أيضا مجمع عام، فيه تدارسنا أوضاع الرهبانية ومقومات رسالتها ومقاصدها. لقد تمحورت الكثير من النقاشات حول كيفية الوقوف بالقرب من شعبنا، وخصوصا الضعفاء منهم. واظهر الجميع العزم على استنباط كل الوسائل المتاحة في الرهبانية من أجل تفعيل الوقوف إلى جانب المحتاجين، وفق خطة ترسمها الرهبانية، وتعتمد، من جهة على الإنماء وخلق فرص العمل، ومن جهة على المساعدات الآنية والعينية. لقد كان مجمعا ترأسه السلف الحبيب الاباتي نعمة الله الهاشم الذي هو، بحق، ظاهرة فريدة في تاريخ رهبانيتنا، وهو الذي تميز بالصلابة الإدارية، وبالوداعة وبالاهتمام بالضعيف والمحتاج والفقير".
وتابع محفوظ: "تريد الرهبانية أن تكون أمينة لتاريخها بالوقوف إلى جانب شعبها، وسوف تظل، وسوف تكون كذلك، إن شاء الله. ليس من عاداتنا ترك شعبنا، بل إننا نهوى أن نكون بقربه. لذلك، سوف نتابع وضع الخطط ونفعلها لكي تصل كل مساعدة ممكنة إلى من هو مستحق فعلا، لأنه، وللأسف أيضا، في زمن الأزمات، لا يصدق الكثيرون. تتم الرهبانية ذلك، من خلال أديارها ومؤسساتها وطاقاتها البشرية والطاقات الأخرى المتنوعة. ولا تعتمد الرهبانية فقط على ما لديها من قدرات مادية متنوعة، بل هي تلجأ إلى أبنائها الذين هم مدعاة فخرها بنوع عجيب، عنيت بهم القديسين مار شربل والقديسة رفقا ومار نعمة الله والطوباوي الأخ اسطفان. سوف نجابه الأزمة سويا وسوف نعبرها. هي لن تبقى. ونحن، كشعب وكوطن، باقون، وباقية معنا بسمتنا ودائم معنا فرحنا لأننا على الله متكلون. فيا ليتنا جميعا لا نخاف".
أضاف: "رهبانيتنا اللبنانية، التي يبلغ عمرها أكثر من ثلاثمائة، تمد يدها إلى كل قوى المجتمع، جميع القوى على حد سواء، من قوى سياسية ومجتمعية، ومدنية وانمائية. وهي ايضا تنظر بفرح إلى اصدقائها في الانتشار وفي الخارج. هي تفرح بكل من يشاطرها معتقداتها وقيمها عن هذا الوطن الفريد والحبيب، الوطن اللؤلؤة. وفي الشأن الوطني، تضع رهبانيتنا ذاتها تحت عباءة سيد بكركي. وتحترم رهبانيتنا كل موقع دستوري في البلاد، وكل موقع محصن بالقانون والعرف والتقاليد. انتهزها هنا فرصة لأتوجه بالشكر العميق إلى الرئيس عون الذي أوفد نصار، ليشاركنا في قداس الشكر هذا. ونحن نصلي من أجل فخامته، ومن أجل كل مسؤول في الوطن الحبيب، لكي نستطيع، جميعنا معا، تخطي هذه المرحلة المحفوفة بالمصاعب والمخاطر".