لا يمكن اخفاء مدى الاهمية التي يكنها الله للعذراء مريم، فهي كانت حجراً اساسياً في مشروعه الخلاصي، وبادلته الوفاء بالعهود، فالله المعروف بصدقه، وجد في العذراء مريم شريكاً مخلصاً وفياً ايضاً للعهد الذي قطعته بأن تكون "أمة للرب". كرّم الله العذراء بأن نقلها بالنفس والجسد الى السماء، ولكن هذا الانتقال لا يعني ابداً انه ابعدها عن الانسان، لا بل زادها قرباً منه ووسّع من مهمة المحبة التي برعت فيها لتكون اكثر شمولية وتطال الانسان اينما كان.
وعلى عكس المنطق البشري، فإن بعد العذراء عنا بالجسد، قرّبها منا بالروح وبالمحبة، فهي حاضرة معنا في كل وقت وجاهزة لمرافقتنا كما رافقت ابنها الاله المتجسد على هذه الارض، ومشاركتنا المحبة التي نالتها مجاناً لتعطيها ايضاً بشكل مجاني.
لتكون العذراء بالفعل نعمة من نعم الله.