اعتبر رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين، أنه "منذ انطلاق حرب تموز 2006 كانت هناك طمأنية كبيرة واعتقاد جازم بالنصر، وخيارنا الوحيد كان الصمود والقتال وما فعله المجاهدون هو إعجاز في صد العدوان الاسرائيلي وايقافه، والناس في حرب تموز أدهشتنا وأذهلت العالم وموقف الناس الذي ظهر كان اكبر من المتوقع ونحن نثق بالناس".
ولفت في مقابلة عبر شاشة المنار، بمناسبة "ذكرى الإنتصار في 14 آب" الى "أننا اليوم نحن اشد اطمئنانا فنحن ما زلنا نحن وقضيتنا محقة وعقيدتنا ثابتة ونحن نتعامل بواقعية ونعتمد على الله، ونحن استفدنا من تجارب الآخرين ونعلم طبيعة العدو ونقاط ضعفه وقوته وتمكنا بإلحاق الهزيمة به، ومنذ البداية حددنا الاولويات ولم نبدلها والتجربة أثبتت ان العدو الاسرائيلي لا يفهم إلا لغة القوة ونحن نعزز نقاط القوة لدينا".
في سياق آخر، قال صفي الدين: "نحن نعمل على كل الجبهات ولا يعتقد أحد اننا نسمح للعدو باختراق بنية المقاومة، والحرب الناعمة موجودة ولكن هذا الجيل محصن ومقتنع وملتزم ومؤيد لخيار المقاومة وخيار حزب الله، والمقاومة بدأت من الناس واستمرت بالناس والمقاومة اليوم تعتمد اعتمادا كبيرا على الناس، ومجتمع المقاومة اصبح متينا وقويا وراسخا بالمعايير القيمية وهو مقتنع بهدف المقاومة وشريكا لها".
ولفت الى أن "مؤسساتنا الخدماتية الاجتماعية الاصل فيها خدمة الناس اولا لأنه واجب وثانيا لأننا نحبهم، ومؤسساتنا هي لجميع الناس وليس لدينا اهداف سياسية من وراء ذلك، فالناس تأتي الى مؤسساتنا لأنها مستمرة في خدمتهم ولأن حزب الله يعمل على دعم هذه المؤسسات لتستمر في تقديم الخدمة، مستشفياتنا تكاد لا تستريح بسبب الضغط عليها وهي تقوم بعمليات لا تقوم بها مؤسسات اخرى".
ورأى صفي الدين أن "هناك بعض الناس في لبنان مرضى وطنيا ومرضى اخلاقيا، وجنى عمر المودعين في البنوك والجاني الحقيقي هو الذي سرق المال والبنوك هي التي تسرق اموال الناس لكن السؤال: أين القضاء؟ اذا كان نظامكم المالي تعيس وكان هناك مؤسسة ناجحة كالقرض الحسن لماذا تهاجمونها؟ بعد ما أصيب به القطاع المصرفي ـ وبعد ما انكشف تبين ان لبنان كان يعيش في فقاعة مالية ـ هل ستقوم له قائمة؟ متى وكيف؟ هل هناك في لبنان من يشك في ان المصارف فقدت الثقة؟ اللبنانيون باتوا بحاجة الى تحديد المكان الذي يتواجدون فيه الان وان يقدموا حلولا.. لبنان القديم انتهى".
وتابع: "البنية الاقتصادية في كل المنطقة تبدلت والناس اليوم تتابع ما يحصل في العالم.. لقد تبدلت كل القواعد التي كانت تتحكم بالبنية الاقتصادية اللبنانية.. الدلال الذي كان يأتي من الخارج انتهى وعلى اللبنانيين ان يعتمدوا على أنفسهم وعلى القدرات الواقعية من نفط وسياحة وزراعة، والحلول الترقيعية مستمرون بها لتضميد الجراح ولكن هذا ليس علاجا".
وعن مسألة الترسيم، قال: "من يقرر الحرب هو الاسرائيلي وذلك وفقا لرده للوسيط الأميركي الغير نزيه".
من جهة أخرى، توجه صفي الدين الى الداخل اللبناني: "تعالوا جميعا لنعمل سويا للعمل على انقاذ بلدنا ونحن جاهزون للتعاون في كل الملفات".