لطالما شكّل انجيل المرأة الكنعانية تحدياً لقارئيه لجهة الكلام الصادر عن السيد المسيح حول عدم جواز "القاء الخبز الى الكلاب"، فيما المرأة الكنعانية ردّت بايمان كبير ان الكلاب تقتات من فتات الخبز. ان السر في ما قاله المسيح هو الكلام السابق واللاحق لهذا الحوار، فقد شدد الرب على انه لم يأت الا للخراف الضالة (ومن ضمنهم هذه المرأة)، واكدت المرأة ايمانها بجوابها الحكيم والمليء بالايمان. ارادت المرأة الخبز السماوي الذي يعطيه المسيح، وليس الخبز العادي، لعلمها انه قوت الخلاص، واراد المسيح ايضاً ان يظهر لليهود انهم ليسوا وحدهم معنيون بالخلاص، بل العالم اجمع. لم يكن هدف المسيح التحقير والازدراء، فهو لم يقم بذلك يوماً، ولو كان هذا هدفه لما قال ما قاله قبل الحوار مع المرأة، ولم يكن ليلبي طلبها، ولم يحتج الى تعظيم ايمانها امام الجميع.
لا يشكل كلام المسيح اهانة للمرأة فهو أهين، ولم يهن احداً، ويجب وضع الامور في نصابها التاريخي الصحيح، مع الاشارة الى انه في ايامنا اليوم تحظى الكلاب بحياة افضل مما يحظى به الانسان في كثير من الاحيان.