ذكر الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله، "اننا لا نقطع الصلة عما كان قبل 1982 بل هناك صلة عميقة وجذرية بكل الجهود والنضالات والنشاطات والأطر التي كانت قائمة قبل 1982، ونقدر عالياً ما جرى في ساحتنا من حركات وأحزاب وأطر عاملة وشخصيات علمائية وقادة فكرة وقادة جهاديين وميدانيين وحوزات وكلها عملت خلال عقود من زمن".
واشار خلال احتفال "الأربعون ربيعاً" وذكرى إنتصار 2006 والتحرير الثاني 2017 في ساحة عاشوراء بالضاحية الجنوبية، إلى أن "حزب الله تشكل في الميدان عبر البدء بعمليات المقاومة من خلال التشكيل الجديد المقاومة الإسلامية والعمل على المشاركة مع باقي حركات المقاومة بتحرير العام 2000، فلقد استطاعت المقاومة المساهمة بترسيخ فكر المقاومة والصمود الأسطوري بانتصار تموز 2006 والصمود العسكري والسياسي والشعبي والإدارة المشتركة للمعركة".
واضاف نصرالله، أنه "من نتائج هذا الصمود في حرب تموز إسقاط مشروع الشرق الأوسط كما في 2000 اسقطت مشروع إسرائيل الكبرى أو العظمى"،مبيناً أن "المقاومة أنتجت الأمل وموضوع "الجيش الذي لا يقهر" حطم ومؤخراً دخول المقاومة على خط استعادة لبنان حقوقه في النفط والغاز، ولولا التعاون الشعبي والسياسي والصمود الشعبي والسياسي وفي مراحل الصمود الرسمي وتضحيات الناس لما كانت هذه الانتصارات".
ولفت، إلى أن "الإسرائيلي ليس واقفاً عند حد أو سقف والولايات المتحدة تقدم له أحدث التقنيات والأسلحة"، معلناً "استعدادنا الدائم لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية ولم نهرب يوماً من مناقشة ذلك".
واوضح نصرالله، أنه "بالنسبة لكل التهديدات خطابنا واضح وننتظر الأيام القليلة المتبقية ونبني على الشيء مقتضاه، واجهنا ورفضنا كل أشكال التطبيع ودعونا كل الشعوب والأنظمة العربية إلى عدم التطبيع مع هذا العدو المتوحش الذي نرفض الاعتراف به والتطبيع معه".
وتابع: "يراهنون على جيل الشباب من أجل التطبيع، لكن اليوم فتاة لبنانية شابة التحقت بشاب لبناني هو شربل أبو ضاهر.، فتاة هي ناديا قاسم فواز من بلدة شحيم بطلة لبنان بالشطرنج وهي بطلة دولية انسحبت من الجولة أمام لاعب إسرائيلي هؤلاء الشباب نفتخر به، فالشعب اللبناني يجمع على أن إسرائيل عدو يجب أن يفتخر اليوم بشربل وناديا كما نفتخر بكل عناويننا الكبيرة في المقاومة".
وأكد نصرالله، أن "سوريا هي أساس في محور المقاومة وجبهة الصمود ورفض شروط الاستسلام الإسرائيلية، ومن موقع الوعي ورفض الحرب على سوريا شاركنا بهذه المواجهة التاريخية ومشاركتنا ومساهمتنا على قدر جهدنا في صنع الانتصار الذي تحقق، ويوماً بعد يوم نزداد قناعة بخيارنا الذهاب إلى سوريا وأقول لكم إذا تعرضت سوريا لموجة جديدة لن نتردد في المشاركة بميدان المواجهة".
وذكر، "اننا نصر على عودة العلاقات الطبيعية بين سوريا ولبنان وللحقيقة يستفيد منها لبنان أكثر ومن بينها ملف النازحين، وتؤمن عودة كريمة وآمنة للنازحين الموجودين في لبنان"، لافتاً إلى "اننا ساهمنا بتشكل محور المقاومة في المنطقة ونحن جزء من هذا المحور ونراهن عليه في مواجهة الاحتلال ومشاريع التسلط، ولا مشكلة لدينا مع تطوير علاقات لبنان الرسمي مع الدول الخليجية لكن بعض هذه الدول تريد من العلاقة كم الأفواه ومصادرة الحريات وأن يكون لبنان تابعاً وهذا ما نرفضه".
ورأى نصرالله، أنه "على المستوى اللبناني تجنبنا الانزلاق إلى أي حرب أهلية أو فتنة مذهبية وهذا ما كان يحضر للبنان بعد اغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري في 2005، ونصر ونقول أن في المستقبل لن ننجر إلى أي حرب أهلية أو فتنة مذهبية رغم أن هذا يحتاج إلى صبر وبصيرة وتحمل من الناس"، وتابع: "آخر مشهد مؤلم هو مشهد شهداء الطيونة ولولا أهل الشهداء وحزب الله وحركة أمل لكان البعض يريد أن يأخذ لبنان إلى حرب أهلية".
واعتبر، "اننا تجنبنا كل محاولات جرنا إلى صدام مع الجيش اللبناني والقوى الأمنية وهناك في مكان ما وغرفة سوداء ما يُعمل على جر لبنان إلى ذلك وهذا مشروع أميركي معلن"، مشيراً إلى أن "قيادة الجيش والمقاومة قيادة المقاومة، كانت ترفض أن يتم جرنا إلى الحرب الأهلية".
وأكد نصرالله، "اننا لن نغادر أي علاقة أو تحالف أو صداقة وأحد الأصدقاء بعد الانتخابات عاتب علينا لكن في هذه الانتخابات كنا واضحين جداً والتزامنا بوعودنا، وبناء على كل الخلفيات الفكرية والأخلاقية والإيمانية ومصلحة المقاومة ومصلحة لبنان أن تكون العلاقة بين حزب الله وحركة أمل علاقة تكامل وتوحد"، واضاف بالنسبة للتيار الوطني الحر، أنه "في المرحلة المقبلة سنبقى حريصين على التّفاهم مع التّيار وتعزيزه وتطويره".
وافاد، بأننا "نؤمن بالحاجة الملحة لقيام وجود دولة عادلة وقادرة وتحويل الدولة إلى دولة عادلة وقادرة بالتعاون مع الشركاء"، كاشفاً أن "برنامجنا الأساسي في المرحلة المقبلة هو التّعاون مع مختلف القوى السياسيّة من أجل بناء دولة عادلة وقادرة لا تخضع لأي سفارة أميركية ولا أي سفارة اخرى".
وختم نصرالله: "قراءتنا للتطورات الدولية والإقليمية نرى أن الأمور هي لمصلحة شعوبنا ومصلحة الحرية والاستقلال الحقيقي".